و،م،ع
أبرز نخبة من الساسة والأكاديميين والفاعلين الجمعويين في ندوة نظمت يوم ،السبت ، في أكادير الدور الريادي للمغرب تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس في الترويج لقيم التسامح والحوار والعيش المشترك ، وذلك في سياق عالمي مطبوع بتصاعد نزعة التطرف.
وأكدوا في هذه الندوة التي خصصت لتناول موضوع “نموذج المغرب لمجتمع مسالم متسامح ومفتوح للعالم ” ، أن منح “التحالف العالمي من أجل الأمل ” في نيويورك لجلالة الملك محمد السادس مؤخرا “جائزة الاعتراف الخاص للريادة في النهوض بقيم التسامح والتقارب بين الثقافات ” ، وذلك ل”القيادة السديدة لجلالته في تعزيز الانسجام بين مختلف الثقافات سواء في المغرب أو على الساحة الدولية ” ، ما هي إلا دليل على مكانة المغرب كمجتمع مسلم ، يشكل نموذجا جليا للتسامح والانفتاح على العالم.
وفي هذا السياق أورد السيد محمد أوجار، وزير العدل ، الجهود المتواصلة للمغرب ، تحت القيادة الرشيدة للعاهل المغربي ، من أجل التصدي لجميع اشكال التطرف والعنف والغلو ، والعمل مقابل ذلك على الترويج للإسلام بوصفه عقيدة تدعو للسلم والعدالة والوسطية والتعايش.
وأضاف أن المكانة الروحية لجلالة الملك محمد السادس ، بصفته أميرا للمؤمنين ، تشكل ضمانة للترويج لإسلام معتدل ومتسامح، مستعرضا العديد من البرامج والمبادرات التي أطلقها المغرب سواء على الصعيد الوطني أو الدولي ، وذلك من أجل دحض خطاب التطرف ، ونشر المبادئ والقيم التي يتأسس عليها الإسلام المعتدل والأصيل والمتفتح.
ومن جهتها ذكرت السيدة ماغيليز لوبرانشو، الوزير الفرنسية السابقة للامركزية والوظيفة العمومية ، إلى جانب وزارة العدل ، بأن التسامح يشكل تجليا مرموقا للتضامن والإنسانية ، معربة عن ارتياحها لكون المملكة المغربية “بلدا للتسامح والاحترام “.
وقالت الوزير الفرنسية السابقة إن المغرب يشكل نموذجا حضاريا للتعايش والتبادل بين المسلمين ومعتنقي باقي الديانات ، خاصة منهم اليهود والمسيحيين ، مذكرة بأن العاهل الراحل جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه تكفل بحماية اليهود المغاربة حتى لا يطالهم طغيان حكومة فيشي التي كانت حليفة للنظام النازي.
ومن جانبه، عدد النائب البرلماني السابق، رئيس مجموعة الصداقة المغربية الفرنسية ( 2012ـ 2017 ) المبادرات المتخذة من طرف كلا البلدين قصد الترويج لقيم الحوار والعيش المشترك ، والقضاء على التهديدات التي تلقي بثقلها على العالم ، لاسيما في ما يتعلق منها بتصاعد المد التطرفي ، وتوظيف الدين لتحقيق أهداف إيديولوجية وسياسية.
وبعد التذكير بأن المغرب يشكل نموذجا للمجتمع الاسلامي الحداثي المنفتح على العالم ، أبرز كل من السادة أحمد غايث ، مؤسس جمعية “مغاربة متعددون” ( ماروك بليغيال)، والجامعي حسن فنين، ومالك دياوارا ، المسؤول عن تحرير مجلة “بوان افريك” ، غنى وتنوع المجتمع المغربي بروافده المتعددة التي تعززت اليوم بموجات من المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء ، والذين تمت تسوية أوضاعهم بتعليمات ملكية سامية .
وشدد هؤلاء المتدخلون على ضرورة بذل مزيد من الجهود سواء على صعيد الجمعوي أو الثقافي أو التربوي، وكذا على صعيد مواقع التواصل الاجتماعي وذلك من أجل الترويج ، خاصة في أوساط الشباب ،لقيم التسامح و العيش المشترك ، والتصدي بالتالي للتطرف ولخطاب العنف والكراهية.
للإشارة فإن أشغال هذه الندوة حضرها على الخصوص وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد عزيز أخنوش، ووالي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان، السيد أحمد حجي.
وتنظم هذه الندوة على هامش الدورة 12 لحفل التسامح ،الذي ينظم مساء يوم ،السبت ، في شاطئ مدينة أكادير، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، حيث دأب هذا الحفل الموسيقى منذ سنة 2005 على استضافة العديد من الفنانين الفرنسيين على الخصوص ، إلى جانب فنانين عالميين من أجل التغني بقيم السلام والتسامح والعيش المشترك.
اضف تعليق