تافروات: هجرة السوسيين في الدراسات والإنتاج الثقافي

    تواصلت فعاليات جامعة محمد خير الدين لليوم الثاني بتافروات حول تيمة الهجرة، حيث شهد فضاء “ازرو واضوم” يوم الأحد 18 غشت الجاري، ندوة جديدة حول “هجرة السوسيين في الدراسات والإنتاج الثقافي” بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين.. وهكذا قدم خالد ألعيوض أولى العروض تحت عنوان “قرن من هجرة السوسيين” وفيه تطرق بإسهاب الى تفاصيل رحلة السوسيين نحو فرنسا ومفاحم الشمال الفرنسي تحديدا عن طريق وهران ومارسيليا، مشددا أن الهجرة كانت بديلا اقتصاديا لأبناء سوس أمام تراجع تجارة الصويرة حيث كان السوسيون يجلبون من مينائها الشاي والسكر مقابل تصدير اللوز، حيث كانت تنطلق 200 جمل من سوق آيت باها في كل رحلة.. استمر هدا النشاط التجاري المعروف محليا ب “ترفاكت” الى غاية دخول الحماية الفرنسية فقرر السوسيون تغيير نشاطهم الاقتصادي، فلجأ معظمهم للهجرة نحو الداخل مشيا على الاقدام أو الخارج على متن السفن انطلاقا من وهران الجزائرية، فيما فضل بعضهم بيع الجمال لشراء حافلة لنقل المسافرين كما فعلت عائلة آيت امزال…

 من جانبه وسم الدكتور عمر امرير عرضه بعنوان “مئتي سنة من الحضور السوسي بالبيضاء” مستعرضا أهم المعالم التي تؤرخ لحضور السوسيين بالعاصمة الاقتصادية للبلاد، بدءا بمسجد الشلوح في المدينة العتيقة الـﺫي يؤرخ لتوطين ألفي سوسي من طرف سيدي محمد بن عبد الله، نظرا لخبرتهم في مجال البحر، كما عرج على حضور بعض الأعلام السوسية بالمدينة خصوصا الفقهاء ومنهم الحسن البعقيلي مؤسس زاوية صوفية بدرب غلف وأيضا رئيس الزاوية التجانية بالمدينة..

بدورها تناولت الباحثة بسلك الدكتوراه، سناء امجود موضوع الهجرة بالمؤنث مستعرضة دور المرأة السوسية في ملء الفراغ، الدي خلفه المهاجرون من خلال تحملها مسؤولية إعالة الأسرة وتدبيرها وفق المتاح من موارد، ناهيك عن حرصها على حسن تربية الأبناء والبنات، وبالتالي تقوم النساء بدور مضاعف للتغطية على غياب الأزواج بسبب رحيلهم الى ديار المهجر بحثا عن لقمة العيش…

كما تضمنت الندوة المذكورة عروض قيمة أخرى، ألقاها كل من الأستاذة فاضمة فراس والباحث مسعود بوكرن حول تجليات الهجرة السوسية في الدراسات والإنتاج الثقافي…

اضف تعليق