بعد مرور بضعة أسابيع على انتهاء أشغال ترميم السور الأثري بتزنيت، عادت النقط السوداء للظهور بجانب الأسوار المطلة على الشارع الرئيسي أي شارع الحسن الثاني. وهكذا تحولت زوايا الأبراج الى نقط سوداء، تتجمع فيها الأزبال والنفايات، بل تحولت الزوايا المظلمة الى مرحاض مفتوح في الهواء الطلق، يقصده المتشردون والسكارى للتبول والتغوط.. ما يجعل الولوج الى ساحة المشور عبر البوابات الصغيرة أمرا لا يطاق، بسبب الرائحة الكريهة والمقززة، التي تنبعث من النقط السوداء المنتشرة بجوار الأبراج…
ويطالب المتتبعون من المجلس الجماعي التدخل لتطهير النقط السوداء وتنقيتها من الأزبال والفضلات التي تزكم الأنوف، ويقترح المهتمون عدة حلول منها تثبيث كاميرات للمراقبة في زوايا الأبراج، التي تتكدس فيها الأزبال ويقضي فيها المتشردون والسكاري حاجتهم الطبيعية، أو وضع مزهريات للأغراس يمكن أن تملئ الأمكنة التي ترمى فيها الأزبال… أو تعيين أعوان لحراسة المكان كما جرى قرب باب الخميس بعد تنقيته من الأزيال وتطهيره… خصوصا أن النقط السوداء توجد في شارع رئيسي يعبر منه زوار المدينة، في طريقهم نحو أسواق الصناعة التقليدية وقيساريات الفضة بساحة المشور…
من جهة أخرى، اعترف لنا أحد الزوار الأوفياء للمدينة، أنه يرى بعض الأمور في الشارع تخدش سمعة المغرب والمغاربة، ومن هذه الأمور المشينة تبول المغاربة على أسوار المدينة العتيقة، مضيفا كيف يتبول الناس على سور تاريخي عمره عدة قرون…
هو لم يفهم ذلك ولم يتقبله. أما نحن فإننا نفهم لماذا يتصرف جل المغاربة بتلك الطريقة مع مآثرهم التاريخية وفضاءاتهم العمومية…بكل بساطة لأن عقلية “المغربي” .(حتى لا نعمم ) تمت صناعتها بشكل مزور ومعكوس، حتى يعادي كل ماله ارتباط بهويته وتاريخه، الإنسان المغربي حاليا يعيش خارج شخصيته، محروم من الأنا…إنه كائن مخدوم.
اضف تعليق