في اكتوبر من سنة 2013، انتقل برنامج” مبعوث خاص” بقناة تامزيغت الى جزيرة تين-اريفي إحدى جزر الأرخبيل الكناري، لتصوير حلقة غير مسبوقة حول موضوع يتم مقاربته إعلاميا لأول مرة في المغرب، هو الهوية الامازيغية لجزر كناريا، وقد تم فعلا، الوقوف على تاريخ الشعب الامازيغي الكوانشي، الذي تم استعماره من طرف اسبانيا خلال الزحف الاستكشافي- المسيحي في القرن 15 م الذي أسفر عن إبادة حقيقية للكوانش، كما تم تصوير عدة مظاهر الثقافة والحضارة واللغة الامازيغة في الحياة اليومية الحالية للكناريين…. هذه الجزر التي تشهد اليوم يقظة ثقافية مهمة ونهضة علمية حول التاريخ واللسانيات الامازيغية لتصحيح الكثير من المغالطات والتزوير الذي تعرض له شعب الكوانش….
من بين القضايا التي أثارت اهتمامي، هي لغة الصفير، أو ما يعرف بالاسبانية “سيلبو كوميرو”، وتسمى بالامازيغية عندنا ب “أسينصك”، وهي اللغة التي كانت منتشرة جدا في الجزر الكنارية، قبل الاجتياح الاسباني، وهي حسب ما أكد لي أستاذ يدرس هذه اللغة في جامعة تينيريفي، هي لغة قائمة الذات كان السكان يتحدثون بها فيما بينهم في الجبال والحقول، ويمرون بها رسائل قصيرة وخطابات بينية، ويستعمل الرعاة هذه اللغة بكثرة على اعتبرا أن الرعي كان يشكل، النشاط الاقتصادي الأول في الجزر، خاصة تربية الماعز، وكان الرعاة يتحدثون فيما بينهم بالصفير.. واليوم بفعل عوامل كثيرة تراجعت لغة الصفير وان لم نقل انقرضت بفعل قوة التمدن، وذلك ما جعل الدولة والمهتمين بالشأن الثقافي يدرجونها ضمن مواد التدريس في الجامعة لتلقينها للطلبة، من اجل الحفاظ على استمراريتها..
وكانت حلقة برنامج “مبعوث خاص”، غنية بالعديد من مظاهر الثقافية الامازيغية التي بدأ الكوانش اليوم يسترجعونها بما فيها اللغة الامازيغية، حيث تحدث امازيغيان من تنريفي للبرنامج باللغة الامازيغية، وبفصاحة قل نظيرها، بعد أن تعلموها في حصص تدريسها بجامعة تينيرفي، وباجتهاد فردي كبير ورغبة قوية من طرفهما…
الصورة من جبال تينيريفي بمنطقة تسمى ” تينو أوفلا” أثناء تصوير طريقة قديمة يستعملها الامازيغ الكوانش في المشي داخل الغابات باستعمال عصى طويلة تسمى ب “لانصا”، يتم استعادة هذه الطريقة اليوم من قبل جمعية ثقافية، مع احترام جميع التقاليد التي كانت في ذلك العهد الامازيغي…
عبد الله بوشطارت
اضف تعليق