منتدى “كرانس مونتانا” ينعقد للمرة الثالثة بالداخلة

استحضارا وتقديرا واعترافا بجهود المغرب المتواصلة لصالح السلام والحوار بين الدول والشعوب، اختار المسؤولون في منتدى كرانس مونتانا مدينة الداخلة مكانا لالتئام للمرة الثالثة، حيت يرتقب أن تكون عاصمة جهة الداخلة وادي الذهب من 16 إلى 21 مارس الجاري، وجهة لحدث عالمي، معترف به وأساسي، يدرج على جدول أعمال صناع القرار.
إد يعتبر احتضان المملكة لمنتدى “كرانس مونتانا” للمرة الثالثة على التوالي، إعترافا من لدن فاعلين دوليين كبار (في مجالات متعددة) بالنموذج الاقتصادي والسياسي المغربي وبالمجهودات التنموية التي تقوم بها المملكة تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس.
كما يشكل هذا الاختيار تثمينا لدور الرباط الفعال لفائدة التضامن الإفريقي والتعاون (جنوب -جنوب). ومما لا شك فيه أن الحضور الإفريقي في فعاليات هذه الدورة، سيكون وازنا، خصوصا بعد سلسلة من الزيارات التي قام بها جلالة الملك لعدد من الدول الافريقية،
وأيضا ما تتيحه مثل هذه المنتديات من فرص لتبادل الأفكار وإبداع آليات جديدة للتعاون وعقد الشراكات وجلب الاستثمارات التي لا محيد عنها للنهوض بالتنمية. ومن المحقق أن التجربة المغربية في مجال الحرص المتنامي على إعمال مبادئ الحكامة لتوفير المناخ الملائم لجلب الاستثمارات، تعد نموذجا جيدا بالنسبة لدول القارة.
و للإشارة فإن اختيار الداخلة لتنظيم هذا المنتدى المعترف به من قبل جميع المنظمات الدولية الرئيسية، ليس اعتباطيا، بل يتضمن بين طيّاته دلالات عديدة. فالمدينة هي عاصمة جهة الداخلة وادي الذهب، وتمثل قطبا تنمويا بجهة الصحراء، بل يمكن اعتبارها خير مثال على النموذج التنموي الذي بلوره المغرب في أقاليمه الجنوبية. وتعتبر مؤشرات التنمية بهذه الجهة من بين الأكثر ارتفاعا على الصعيد الوطني.
إد تعد مدينة الداخلة بطبيعتها نموذجا لمستقبل المغرب وإفريقيا، وتحظى بموقع استراتيجي متميز كهمزة وصل على المستويين الاقتصادي والتجاري،
وستكون هذه الدورة الثالثة للمنتدى صفعة قوية لجبهة البوليساريو ومن وراءها الدولة الجزائرية، اللتان لم تستسغ احتضان جهة الصحراء لمنتدى من هذا الحجم، والدي يرتقب أن يعرف حضور شخصيات مؤثرة خصوصا في المجال الاقتصادي وريادة الأعمال، وهو ما يعتبر انتصارا نوعيا للدولة المغربية التي استطاعت تدريجيا إقناع المنتظم الدولي بأن مستقبل الجهة يكمن في الإنماء الاقتصادي المستديم وإرساء أسس الديمقراطية. كما أن حل النزاع حول الصحراء المغربية يمر عبر منح ساكنة الأقاليم الجنوبية حقوقها كاملة، وذلك من خلال ما ما جاء به و يخوّله مشروع الجهوية المتقدمة بهده المناطق، كمدخل واقعي لتطبيق نظام الحكم الذاتي.
قد أصيب النظام الجزائري وقادة البوليساريو بسعار شاد بعد عودة المغرب للاتحاد الإفريقي مؤخرا، وقد قاما وتقومان بجملة من الإستفزازات المفضوحة، بمنطقة الكركرات هده الأيام لدفع المغرب للدخول في حرب مع البوليساريو، وهذا في حد داته يعتبر فشلا دريعا يزيد موقفهم إحراجا وضعفا أمام المجتمع الدولي، خصوصا بعد تورطهم في إعتراض شاحنات النقل البري بالمنطقة.

اضف تعليق