جمعية “تايري ن واكال” تؤثث المشهد الثقافي لأكادير باحتفالية كرنفال ءيض يناير

استطاعت جمعية  “تايري نوكال” بمعية شركائها باكادير سواء الولاية بمصالحها أو المجلس الجهوي بفرقائه أو المجلس الجماعي لاكادير بأغلبيته وأطيافه والمجلس الجهوي للسياحة بأصنافه وجامعة ابن زهر بضروبها الأكاديمية أن تصنع الحدث تخليدا للسنة الامازيغية الجديدة 2967 بتنويع الأطباق التنشيطية المقدمة لسكان مدينة الانبعاث وضيوفها وتباين المجال حيث توزعت العروض والمعارض والفرجة التي لبست قشيب الكرنفال بمنتزه تاودا بشاطئ اكادير وتنسج نمطا فرجويا ارتبط بفرجة القناع  والزي والتجسيد الحركي والتغني بالإرث الثقافي المتناقل من السلف على لسان الأحفاد، فكانت أمسية الخميس 12 يناير 2017 مناسبة لإبراز الهوية الامازيغية والخصوصية السوسية من خلال مجسمات عملاقة لمايسترو  احيدوس  ومجسم” للكراب” بائع الماء بزيه المتفرد والغني والمتميز كصورة ثقافية تسوق للمنتوج السياحي المغربي علاوة الى الميكا مطبخ “أو الميكا انوال”، ذاك المتحف المتنقل الذي ابرز بوضوح تفاصيل المطبخ السوسي الامازيغي بدءا من الفضاء  وموقده النارية وصولا الى الأواني  والرحى وموقعها ودلالتها الوظيفية داخل أنوال الامازيغي والمغربي عامة .
كرنفال وقف عند ظاهرة تاغونجا ومررداتها الكلامية الموزونة مرور بالطلبة من أطفال المسيد وممردداتهم بالقرية السوسية عند الختم الأول للقران الكريم .ناهيك  عن العرض الخاص بالزي السوسي المزركش النوستالجي في كل الأوصاف والوظائف خاصة لما تزيت به الصغيرات وتهافت الحضور على أخذ صور تذكارية معهن .
لم يخلو الكرنفال من رمزية الصمود والشجاعة والفروسية فكانت التبوريدة بعناصرها فسيفساء الصورة الفنية المتحركة على أرضية منتزه توادا وزادتها حلة الجمال والزي الصحراوي بلونه الأزرق السماوي التي تدغدغه رياح البحر أناقة ما بعدها أناقة وحفاوة مجازية تلامس وتبارك الحضور بقبولهم دعوة  الاحتفاء بايض يناير .
بين هذا وذاك كانت طبول اسمكان وصيحاتهم وتقاسيم أجسادهم داخل أثوابهم الملونة، محلات بدلالات رمزية استرعت انتباه الناظرين خاصة من الزوار والسياح الأجانب ولن يزيد هذا الإبداع اللوني إلا رونقا بجانب صفوف أحواش حاحا بزيه الآخر الأخاذ المعبر عن الصفاء والحبور والانخراط في التعريف بالهوية الامازيغية المغربية .
ولم يفت منظمي الكرنفال إضافة لمسات قناعية لشخوص عالمية تجسيدا لانفتاح الهوية الامازيغية وتلاقحها مع الآخر بغية التعايش والتسامح التي بدا جليا في استضافة الحضور بأطباق من الطبق الرئيسي  للسنة الامازيغية العصيدة”تاكلا”  التي وزعت على الحاضرين الراغبين والنهمين لمعرفة دفائن الثقافة المغربية بكل مشاربها فكانت توادا و”تيري وكال” وافكان بكل معانيه الإنسانية عناصر لمشهد ثقافي ما أحوج المدينة إليها، ليس فقط في حزامها الساحلي بل بكل النطاقات المجالية على امتداد تراب اكادير الكبير .

بقلم محمد الرايسي

اضف تعليق