تحقيق: مصنع الإسمنت بالعيون، نموذج المقاولة المواطنة البيئية

على الطريق الوطنية الرابطة بين مدينتي المرسى والعيون وبجوار مصنع الاسمنت سيمسود  cimsudنلاحظ تواجد طواحين هوائية عملاقة تلفت الأنظار يتعلق الامر بحقل للطاقة الريحية الذي أضحى اليوم من بين أبرز المعالم بالجهة وذلك لكون الطاقات البديلة أصبحت تكتسي أهمية كبرى على الصعيدين الوطني والدولي.سنحاول من خلال هذا التقرير تسليط الضوء على هذه التجربة المميزة التي جعلت من هذه المقاولة نموذجا للمقاولات البيئية المواطنة.

مدينة العيون:تطور عمراني مهم ومشاريع تنموية ضخمة                مصنع الإسمنت بالعيون:إمكانيات مهمة وطاقات بشرية كبيرة

تعتبر مدينة العيون عاصمة الجنوب المغربي حيث شهدت في الآونة الأخيرة تطورا وتقدما ملحوظا على جميع المستويات الاقتصادية والسياحية وكذا العمرانية وقد عرفت نموا ديموغرافيا متسارعا أصبح يحتم بذل مجهودات كبيرة لتوفيرالسكن والبنيات التحتية الملائمة للأعداد المتزايدة من السكان ,وفي هذا الإطار قامت شركة اسمنت المغرب التابعة لمجموعة أنوارأنفيست بإنشاء مصنع سيمسود من أجل مواكبة الأوراش التنموية الكبرى بمدينة العيون وباقي مدن الجنوب قصد تلبية الطلب المتزايد على الاسمنت.بلغت كلفة هذا المشروع 6 ملايين درهم ومكن من خلق أزيد من 50 منصب شغل مباشر و 200 منصب شغل غير مباشر.تبلغ الطاقة الإنتاجية الإجمالية لهذا المصنع 500000 طن من الاسمنت سنويا .
كرونولوجيا المشروع:فكرة طموحة وإنجاز عظيم
سنة 2003 تم التفكير في توظيف الطاقة الريحية لإنتاج الكهرباء وذلك من أجل تحقيق غايتين:من جهة تخفيض الفاتورة الطاقية التي كانت تناهز 15 مليون درهم سنويا ومن جهة ثانية تخفيض انبعاث غاز ثنائي أوكسيد الكربون الذي يعتبر من أهم الغازات الدفيئة المسؤولة عن ظاهرة الاحتباس الحراري.بعد تجربة أولى باستعمال توربينة صغرى تم الحصول على نتائج مشجعة بينت أن المنطقة تتوفر على مؤهلات ريحية مهمة بإمكانها توفير كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية  وبعد سبع سنوات من الدراسات والتجارب تم اتخاذ قرار بإنشاء حقل ريحي مكون من ست توربينات كبيرة تبلغ القدرة الإنتاجية لكل واحدة منها 850 كيلوواط أي بإجمالي يقدر ب5,1 ميغاواط وهي كمية كافية لسد حاجيات المصنع من الطاقة الكهربائية التي لا تتجاوز 3 ميغاواط علاوة على ذلك يتم بيع الفائض من الطاقة الكهربائية المنتجة  للمكتب الوطني للكهرباء في إطار اتفاق بين المصنع وهذا المكتب.
قام فريق العمل بزيارة ميدانية للمصنع قصد الوقوف عن كثب على أهمية هذا المشروع والحصول على المعلومات المتعلقة به من المسؤولين
تم استقبالنا من طرف السيد سميرباهدا المسؤول عن السلامة والجودة والبيئة الذي خصنا بحوار مطول وغني أجاب خلاله على جميع تساؤلاتنا بكل دقة ووضوح
خلال زيارتنا لمختلف مرافق المصنع وقفنا على التقنيات الحديثة المعتمدة في تدبيره وقمنا بمعاينة حقل الطاقة الريحية والتعرف على مكوناته ومبادئ اشتغاله
يتم تسيير هذا الحقل الريحي بواسطة تقنيات المراقبة والتحكم عن بعد وباعتماد آخر المستجدات في مجال التكنولوجيا الحديثة بتوافق كامل مع معايير السلامة والجودة المتعارف عليها دوليا.ويشرف على هذه العمليات فريق من التقنيين والمهندسين المغاربة ذوي كفاءات عالية وخبرة مهمة في هذا المجال.
ساكنة جماعة فم الواد:فخر واعتزاز وتفاؤل بالمستقبل
عند انتهائنا من زيارة المصنع توجهنا صوب جماعة فم الواد الواقعة على بعد مئات الأمتار من المصنع قصد استطلاع رأي السكان بخصوص هذه التجربة المميزة حيث أكد لنا السيد محمد ,مستخدم بجماعة فم الواد, أن هذا المشروع يكتسي أهمية كبيرة ويمثل تجربة رائدة في مجال الانتقال الطاقي  لكنه أشار أن هناك بعض السلبيات منها تضرر الغطاء النباتي المجاور بالغبار الصادر عن المصنع من جهتها أكدت لنا السيدة فاطمة ,فاعلة جمعوية, أن سكان هذه الجماعة يفتخرون بهذه التجربة التي قلصت من انبعاثات الغازات الملوثة وحدت من تأثيراتها السلبية على البيئة والسكان لكنها في المقابل عبرت عن رجائها في أن تولي إدارة المصنع أهمية أكبر لتشغيل أبناء الجماعة.

وبالتالي فنحن نحقق فائضا يناهز2,1 ميغاواط يتم بيعها للمكتب الوطني للكهرباء
سؤال:وماذا فيما يخص البعد البيئي للمشروع؟
جواب:اعتماد الطاقية الريحية لإنتاج الكهرباء يقلص من انبعاث ما يعادل 12 ألف طن من ثنائي أوكسيد الكربون سنويا وهكذا فإن هذا الحقل الريحي يساهم في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري التي أضحت تمثل تهديدا حقيقا للمنظومة البيئية بشكل عام وللإشارة فإن المصنع حاز بفضل هذا المشروع على شهادة الجودة ISO14001 للبيئة
سؤال:ماهي الآفاق المستقبلية لهذا المشروع؟
جواب:نحن نطمح بحول الله للرفع من إنتاجية هذا الحقل الريحي لتصل إلى 10ميغاواط في غضون السنوات القليلة القادمة مع تطوير الشراكة مع المكتب الوطني للكهرباء إضافة إلى السعي لإبراز هذه التجربة على الصعيد الوطني من أجل تشجيع المقاولات على الانخراط في هذه الاستراتيجة الطاقية التي تندرج ضمن مفهوم التنمية المستدامة
يعتبرحقل الطاقة الريحية التابع لمصنع سيمسود بالعيون نموذجا متميزا لإمكانية انخراط المقاولات في الانتقال الطاقي الذي سيمكن لامحالة من تقليص البصمة الإيكولوجية لهذه المقاولات على البيئة,لذلك وجب دعم هذه التجربة وتعميمها لتشمل عددا أكبر من المقاولات.
“إن المملكة المغربية لواعية كل الوعي، بكون تحقيق نمو اقتصادي قوي ومطرد في إطار تنمية اجتماعية متوازنة، يقتضي انتهاج سياسة إرادية للمحافظة على البيئة، سياسة قائمة على تعبئة الطاقات وتكريس كل الجهود الوطنية لضمان تنمية مستدامة، قوامها الترابط بين البعدين الاقتصادي والإيكولوجي.”   مقتطف من خطاب صاحب الجلالة محمد السادس بمناسبة انعقاد المؤتمر العالمي السابع للتربية البيئية 2013 بمراكش

فريق العمل: – شكيب أيمن      – اعكيدة هناء    – سناء ابن زايد

– شيماء الهلالي     – فاطمة الزهراء الماموني    – ليلى الحيمر

الأستاذ المشرف:محمد عادل عصفوري

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأستاذ المشرف:محمد عادل عصفوري

اضف تعليق