كشف الواقع والمستور في اللقاء التواصلي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي مع فعاليات المجتمع المدني بآسا الزاك

اللقاء التواصلي الذي نظمه المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي يوم 17 يناير الجاري، بمركز الاستقبال مع بعض فعاليات المجتمع المدني لإقليم اسا الزاك كان بمثابة محطة لكشف المستور المتعلق بالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المزرية التي يتخبط فيها مدشر آسا ونواحيه, والمتتبع للشأن المحلي ولسوء التدبير لمفهوم المقاربة التنموية الغائبة عن واقع آسا تماما عدا تنمية الاسمنت والمرافق والأبنية الخالية شكلا ومضمونا وفي ظل أي مقاربة تكرس طبقية ونخب تنتعش في خانة الريع السياسي والاقتصادي في الصحراء , هي مقاربة تؤدي الى الإحباط وانعدام الثقة للشعب بل قد تصير الأمور الى أشكال الغضب قد تربك الملف بالمنطقة وتعيدها الى لحظة الصفر , دون استراتيجية تفاعلية وحقيقية للقضاء على البطالة ومحاربة التهميش والاقصاء بل ان المخططات كونها لم تلامس واقع البطالة والفقر وتنمية الإنسان الصحراوي الذي وجدت هده البرامج كخطط لأجله لكن تذهب في اتجاه إغناء أغنياء الحرب وانتعاش أباطرة الاسترزاق والنهب .
وفي رسالة واضحة الإشارة وجهها كافة المتدخلين والفاعلين الجمعويين والسياسيين لممثلي المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي على أن زمن المقاربات الأمنية والممخزنة في الصحراء وفي مدشر آسا بالخصوص لا تجدي نفعا كونها تتنافى مع خطابات الديمقراطية وحقوق الإنسان ولا تتوافق والمخططات والمبادرات التنموية في الصحراء . ومن اجل تصور حقيقي وفاعل لابد من الوقوف على مختلف الاختلالات والتجاوزات من أجل تصحيح المسارات وبلورة الوجه الحقيقي لخطاب التمنية والديمقراطية *عن أي تنمية يتحدثون ولازال منطق إقصاء وتهميش فئة المعطلين المجازين وحملة الشواهد العليا بالإقليم ؟
*عن أي سياسة تنموية في الصحراء تطبق ولازال ملف الألغام ملغوما في الصحراء وفي اسا الزاك بالخصوص وأرواح الأبرياء تزهق كل يوم ولا محرك لساكن ؟
*وعن أي إنعاش و مساعدات للفقراء والعاطلين عن العمل وبطائق الإنعاش تصرف للمنتخبين وأعوان السلطة ولا ندري مصيرها ولا محاسبة في هذا القطاع الغامض في الصحراء ؟
*وعن أي رد الاعتبار للأرامل وأبناء الشهداء والمتقاعدين العسكريين ولازالت أرملة في آسا تستخلص مبلغا هزيلا ومحتشما شهريا وعلى عاتقها مسؤولية أسرة كاملة ؟
* عن أي جودة لقطاع الصحة بآسا والمستشفى خالي من الأطر الطبية رغم مساحاته الشاسعة لدرجة أنك تتيه في مسالكه ولا تدري من أي دخلت. ثم الحديث عن مستوى سرطان الثدي لدى الأمهات حوالي 70في المائة أن كان في الوسع جلب تخصصات وأطباء من هذا القبيل ؟
*وعن أي جودة في التعليم تتحقق ومشاكل التمدرس بالعالم القروي قائمة وغياب حل لها بالمنطقة النائية والتي جعلها السيد الوزير الوفا وجهة للعقاب والجزر لأطره في حديثه الشيق مع أصحاب هو كيف لمدرس أو أستاذ أن يقطن بأفرا و اجديرية دون مسكن أو ماء أو كهرباء ونسأل السيد الوزير هل يعلم أين توجد هذه المناطق في خارطته التربوية ؟
* وعن أي مقاربة إدارية تنموية نتحدث ولازلنا نحث على ضرورة إحداث إقليم إداري بمناطق المحبس- اجديرية، في العُمق الترابي لقبائل أيتوسى، بما “يتطلبه ذلك من خلق للشروط والبنيات الملائمة لاستقرار هذه القبائل بمناطقها التاريخية..
وفي الأخير وليس بأخير شكلت مداخلة السيد حماد الحماوي ذو تجربة ضاربة في التاريخ لقبائل أيتوسى بحيث أشار لمكانة هذه القبائل لدورها السياسي بحكم النفوذ الترابي والذي يتضمن ثلثي أراضي النزاع بالصحراء الغربية .و منذ زمن بعيد يثبت تواجد قبائل ايتوسى على رأس مقاومة المستعمر وحمل السلاح ومعانقة الجبال ورمال الصحراء الغالية . والتي اعتبرها الورقة الأساسية لكل حل سياسي لقضية الصحراء. ومن هنا كانت الرسالة واضحة الإشارات للدولة المغربية بضرورة مراجعة الأوراق في التعاطي مع ملف التنمية بآسا الزاك بشكل يعيد الثقة في مضامين كل المقاربات المقترحة.
كخلاصة للنقاش المستفيض الذي هذه ركز على كافة الملفات العالقة و الاشكالات المطروحة التي تم طرحها كأرضية للاستماع والإنصات لها في جو يملأه التعاطف والشعور القوي لأعضاء المجلس الأربعة المحترمين بمآسي وهموم آسا التي كانت الى حد ما ترسم في مخيلتهم قلعة من قلاع التمنية الضخمة بالصحراء لكن الأمر يتبين بالعكس تماما فلا مجال للكذب على الواقع وذر العيون بالرماد.
وفي جواب مقنع لأعضاء هذا المجلس على أن رسالة المطالب والاشكالات ستنقل بأمانة وصدق قصد التدارس والبحث فيها على سبيل إنجاح الورقة التأطيرية لمفهوم التنمية لهذه الأقاليم وجميع الأفكار والمعطيات بمثابة نقاط عريضة للإخوة في المجلس سوف يتم أخذها بعين الاعتبار الى حين لقاء آخر يأتينا.
وفي الختام تفضل الإخوة ممثلي المجتمع المدني بتكريم السادة أعضاء المجلس الزائر عن طريق هدايا رمزية تكمن في الزي الصحراوي **الدراعة والملحفة** في خطوة تؤكد احترام الضيف وإكرامه لدى الإنسان الصحراوي.

اضف تعليق