المرأة البويزكارنية في صلب التنمية

على هامش الاحتفال السنوي بعيد المرأة انخرطت المرأة الامازيغية المعطاء في تداخل فسيفساء مجموعة من الإطارات النسوية (تمواست،تمونت، أركان، الأنوار) بمدينة بويزكارن إقليم كليميم، في تخليد اليوم العالمي للمرأة،  تحت شعار”النهوض بأوضاع المرأة شرط أساسي لتحقيق التنمية” تأكيدا منهن أن أي إقلاع اقتصادي أو اجتماعي، إلا ولا بد له أن يراعي مقاربة النوع الاجتماعي مقاربة فعلية، المشاركات سجلن بصمتهن وبطريقتهن الخاصة في التأسيس لاحتفالية كبرى في ثلاثة أيام متتالية، تخللتها أنشطة ومعارض أثثت صرح الساحة البويزكارنية ومن كل الجوانب، فأبرزت جذور المنطقة في أعمال فنية رائعة، ممثلة بالخصوص في منتوجات ذات قيمة غذائية عالية، وأثاث للديكور المنزلي تفننت أنامل المرأة في نسج خيوطه بعصامية منقطة النظير، حضور ثقافي هوياتي وازن تتلامس فيه الرموز الامازيغية لغة وثقافة في سكون ظاهر، وعلى تشكيلات تتوسطها حروف تيفيناغ مؤرخة بذلك لمرحلة معينة من تاريخ المرأة الامازيغية كرمز من رموز العفة والطهارة ، والعمل اليقين.
الاحتفالية متواصلة فتتناسل من هنا وهناك عبارات التكريم لنساء رائدات أسهمن بفعالية في تعزيز الانتماء إلى هاته المنطقة، في إشارة إلى تحصين المكانة التي تحتلها المرأة الامازيغية ضمن النسيج الجمعوي على المستويين المحلي والوطني، فمائدة مستديرة تبين بالواضح والملموس عمق التميز في إحاطة الأستاذة عديلة بنخنشر لتيمة المرأة والتنمية ضمن سجال هادف ومؤطر في إطار استحضار الأفق السوسيولوجي لموضوع المرأة ودورها في التنمية، وذلك في مسعا منهن إلى لفت نظر الجهات المسؤولة إلى ضرورة إشراكهن في دوائر القرار محليا وجهويا. وفي معرض حديثها للجريدة عبرت نائبة الكاتب العام لجمعية تمواست السيدة بلوش خديجة “أن سياسة التهميش ما تزال هي الطاغية على أجندة مدبري الشأن المحلي في الإقليم، على اعتبار أن مشاركة المرأة تتم بكيفية انفرادية في غياب تأطير وتنسيق لأهداف النسيج الجمعوي ليلتئم فيها شمل المرأة البويزكارنية بغية الوصول إلى النتائج التي تطمح إليها في يوم من الأيام، إذ أن أغلب المنتوجات هي لنساء يشتغلن تحت الظل في غياب أبسط شروط العمل من دورات تكوينية ولقاءات ومعارض جهوية فوطنية ولما لا دولية”، حسب تعبير ذات المصدر. فأكدت  استعدادهن السير وفق سياسة ومخططات الدولة لتقوية مشاركة المرأة في سبيل تقييم مستوى مشاركة هذه الأخيرة في بناء المغرب الحالي، ما إن توفرت الشروط الذاتية والموضوعية، كتمكينهن من الاستفادة من دورات تكوينية بغرض تلقيح خبرات وتجارب سابقة تحت يافطة العمل التشاركي في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في سياق تشجيعها للمبادرات الفرية النسائية للمشاريع المدرة للدخل.
و يعتبر شعار تنمية العنصر النسوي العصامي بالرغم من غياب التفاتة من المسؤولين بهذا القطاع، من أبرز رهانات الفعاليات النسوية بالمنطقة ككل، وإن كان اللقاء موسميا إلا أن نساءا كثيرات يعملن في الخفاء ويساهمن في إنعاش الاقتصاد المحلي بأجود المنتوجات المتنوعة من زيوت الأركان وكسكس بالأعشاب الطبيعية، وصل صداه إلى دول أوروبية.

اضف تعليق