كيف تقدم نفسك لقراء الجريدة؟
عبد الله كوغرابو نائب الكاتب الإقليمي للحزب الاشتراكي بتزنيت، من مواليد 1956، مهنتي ممرض مند سنة 1981 عضو مستشار في بلدية تيزنيت خلال الولاية الانتدابية من 1997 الى 2003 (معارضة) ونائب خامس للرئيس من 2003 الى 2009
أنت فنان ومؤسس فرقة “ايتماتن” بتزنيت مادا تقول عن تجربتك في مجال الفن؟
لقد رجعت بذاكرتي الى سنة 1973 وهي من أجمل وأحلى اللحظات في حياتي، أنا من أطلقت اسم “ايتماتن” على الفرقة الغنائية. بدأنا كفرقة قبل أن تتحول الى جمعية “ايتماتن للموسيقى والفن والسينما سنة 1973. وكانت أول فرقة امازيغية على صعيد إقليم تيزنيت، وشارك في تأسيس الفرقة كل من: كتي إبراهيم، محمد بطاحي، حسن الأزرق، احمد شاكير، فلاح عثمان، الهاتر محمد الملقب”مومو”.. “ايتماتن” اعتبرها مدرسة تخرج منها عدة فنانين، فالفنان ابوعلي كان تلميذا في فرقتنا، وسي محمد المستخدم ببلدية تيزنيت من فرقة “اشلحين” تخرج من فرقتنا، حتى فرقة “تودرت” استفادت من تجربتنا الفنية، فأشهر أغنية لدى “تودرت” بعنوان: “زريغ اجيك الان توجوت…” هي من كلمات عبد ربه ولحن محمد الهاتر “مومو”… كانت فرقتنا بصدد تسجيل الأغنية المذكورة، لكن بعد انسحاب محمد الهاتر وانضمامه الى فرقة “تودرت” حمل معه الأغنية وأدتها فرقة “تودرت” ونسبتها لنفسها… سجلت فرقة “ايتماتن” 9 أشرطة من نوع كاسيط اوديو، وكان التسجيل يتم في اكادير أو في الدار البيضاء، ويعود تاريخ آخر شريط الى سنة 1981… نحن أول فرقة تدمج العنصر النسوي في تركيبتها، حيث كانت لنا فتيات يؤدين دور “الكورال” أي ترديد اللازمة في الأغاني… وكنا أول مجموعة تصدر مجلة تحت عنوان “ايتماتن” سنة 1976 صدر منها عدد واحد، لازلت احتفظ بنسخة منه في خزانتي الشخصية. كانت مواضيع المجلة تتناول قضايا التراث والفن الامازيغي وسيرة كبار الروايس.. لقد أحيينا سهرات مع فرقة ناس الغيوان وعموري مبارك وسعيد اشتوك والدمسيري..
تزامنت مشاركتكم في موسم طنطان مع هجوم مقاتلي البوليزاريو على المدينة، هل تتذكر تفاصيل تلك الرحلة؟
شهر يونيو 1979 (ينطلق موسم الشيخ محمد الأغضف بطانطان يوم 25 مايو ويستغرق أسبوعا) توجهنا الى طنطان على متن سيارة أجرة كبيرة في ملكية السيد بوهيا، واستوقفنا رجال الدرك في نقطة المراقبة بمحاذاة واد درعة، ولما استفسرونا عن وجهتنا أجبنا أننا متوجهون الى طنطان لإحياء سهرة فنية في الموسم السنوي، مما أثار ضحك الدركيين.. وفسحوا لنا المجال للمرور، وكنا نجهل لمادا كانوا يضحكون… وصلنا طنطان وعلقنا لافتات للتعريف بفرقة “ايتماتن”، وحجزنا مكانا قرب منصة الحفل للتداريب… قضينا الليل لدى سي محمد لوداية وهو ابن تيزنيت ويمتلك محلا لبيع الدجاج في طنطان. وكانت مشاركتنا في موسم طنطان مجانا بدون أي مقابل، للتعريف بالفرقة، وكنا نخسر من جيوبنا لإشهار الفرقة… بعد انطلاق السهرة بدقائق معدودة، تفاجئنا بهجوم البوليزاريو على منصة السهرات… ومن بين الضحايا عازف الغيتار في الفرقة التي سبقتنا في الصعود الى المنصة، علما أن فرقتنا كانت تستعد للصعود الى الخشبة.. كانت الساحة تغص بالجماهير، وكانت عناصر البوليزاريو على متن سيارات “لاندروفير”، وكان القصف يأتي من كل الاتجاهات، وكانت السيارات تسير في الشوارع بسرعة جنونية للهروب من مقاتلي البوليزاريو.. لاحظنا النساء الصحراويات في الشوارع حاملات أعلام البوليزاريو ويرددن الزغاريد.. أنداك ازداد خوفنا بشكل رهيب.. حملنا الآلات الموسيقية وهربنا الى الدار التي كانت تأوينا وقضينا الليل في خم الدجاج.. في الليل كان حظر التجوال مفروضا والإنارة العمومية معطلة بطنطان. في الصباح الباكر وجدنا المدينة مؤمنة بعد طرد فلول البوليساريو، وسمعنا أن المهاجمين اخذوا معهم مجموعة من السكان من عائلتهم وأناس عاديين كرهائن…
كيف شاركتم في موسم أصيلة؟
شاركنا في موسم أصيلة عندما كان إبراهيم اللحياني رئيسا للبلدية، وقد تكفلت البلدية بمصاريف الرحلة من تذاكر الطائرة وإقامة وغيرها.. وأحيينا سهرة من أحسن السهرات، وشاركنا في الدورة الأولى سنة 1978 وقد فزنا بالجائزة الأولى بعد أدائنا أغنية عن فلسطين.. كما شاركنا في الدورة الثانية في العام الموالي.. وكان في استقبالنا في قصر الريسوني محمد بنعيسى رئيس بلدية أصيلة ووزير الخارجية لاحقا… ولما رجعنا الى تيزنيت توجهنا الى مكتب الرئيس حيث اطلعنا على نسخة من مجلة “الوطن العربي” التي كانت قد نشرت مقالا عن فرقة “ايتماتن” في الصفحة الثانية تحت عنوان “ثقافة شعبية ومعاصرة” مع صورتي رفقة المرجو.. وكان غلاف المجلة يحمل عبارة “من قتل زهير محسن؟” مع صورة صدام حسين واضعا يده على القران لأداء القسم باعتباره رئيسا للعراق… لقد شاركنا في عدة تظاهرات وطنية منها مسابقة “سباق المدن” سنة 1981… في تلك الفترة، بدأ أداء الفرقة يتراجع تدريجيا، الى أن توقفت سنة 1982
بعد هدا المسار الحافل لفرقة “ايتماتن” يحز في نفسي أن فرقة ناجحة، مثلت تيزنيت أحسن تمثيل في تظاهرات ومحافل كبرى ذات صيت دولي، لم تحظى بالتفاتة رمزية لدى المسؤولين… كل عام ينظمون جائزة الحاج بلعيد لتكريم فناني الأغنية الامازيغية ولا أحد يتذكر فرقة “ايتماتن”.. وحتى كتاب “ذاكرة تيزنيت” الذي أصدرته البلدية تعمد إقصاء فرقة “ايتماتن” ولم يذكروا أي شيء عن الفرقة سواء بالقليل أو الكثير… وحتى بعد نجاحي في تحقيق انجاز تاريخي، أي صعود أمل تيزنيت الى القسم الأول، لم أتوصل بأي رسالة شكر باستثناء جمعية حكام تيزنيت وعبد الله وكاك رئيس جماعة اكلو..
يعود لكم الفضل في صعود فريق أمل تيزنيت الى القسم الأول هواة، كيف تحقق هدا الانجاز؟
خلال موسم 2008/2009 استطاعت أمل تيزنيت تحقيق حلم الصعود الى القسم الأول هواة، بعد 24 سنة في القسم الثاني هواة، حيث كان لي شرف تسيير الفريق الرياضي، بطلب من رئيس بلدية تيزنيت.. لقد كانت أحلامنا كثيرة، أنشئنا نواة مدرسة كروية حيث فتحنا الباب أمام جميع الفئات للممارسة، لكن غياب الامكانيات حال دون إتمام المهمة.. لقد وعدوني ب 60 مليون كمنحة من البلدية لكن لم نحصل سوى على 12 مليون، والتجئت الى طلب الدعم لدى الخواص لانقاد مالية الفريق… استطعنا بمجهود ذاتي إتمام الموسم ب34 لاعب كلهم محليون من تيزنيت وبدون أي لاعب “أجنبي” وقد ابلوا البلاء الحسن في صعود الفريق إلى القسم الأول هواة.. مادمت أمل تيزنيت تفتقر الى الموارد القارة، فيستحيل أن تحقق الصعود الى القسم الوطني الثاني للمجموعة الوطنية.. خصوصا أن دعم البلدية هزيل للغاية ولا يكفي لسد الحاجيات…
أجرى الحوار: إبراهيم التزنيتي
“أخبار الجنوب”، عدد: 33 فبراير 2013، ص: 09
اضف تعليق