أنقذت تقنية الفيديو المساعد، ماء وجه التحكيم المغربي، بسبب السبق في استخدام هذه التقنية في المغرب على باقي الدول الافريقية، وهو ما ساهم في حضور ثمانية حكام، أغلبهم سيشتغل في غرفة “الفار VAR” باستثناء رضوان جيد، الذي يعد حكم الساحة الوحيد، الذي سيقود المباريات في النهائيات القارية.
انتقاء رضوان جيد لتمثيل التحكيم المغربي في كأس افريقيا للأمم، يعد رسالة مشفرة من “الكاف” الى بعض البرلمانيين الشوفينيين بحزب “التراكتور” بينهم عبد الرحيم كميلي رئيس بلدية برشيد، الذي التجأ الى العنصرية لمهاجمة الحكم الدولي جيد المنتمي لعصبة سوس، حيث تحداه بعبارة عنصرية بعد انتهاء احدى مقابلات فريق “يوسفية برشيد” كما يلي: “أش غادير گاع آ الشلييح”؟؟ (“الشلييح” تصغير لمفردة “شلح”، وهذه الأخيرة مفرد كلمة “الشلوح” وهو نعت قدحي يطلقونه على الشعب الأمازيغي..)

البرلماني الحريزي المتبجح ب”عروبته” لا يدري أن مجموع قبائل الشاوية ومنها أولاد حريز كانت تتكلم الامازيغية الى زمن قريب، فحسب حسن الوزان المعروف ب”ليون الافريقي” فإن “سكان الشاوية كانوا في القرن السادس عشر الميلادي (العاشر الهجري) لا يزالون يتكلمون اللغة الامازيغية”.. (انظر محمد شفيق “الدارجة المغربية مجال توارد بين الامازيغية والعربية”، منشورات أكاديمية المملكة المغربية، 1999 ص: 128) أما اسم “الشاوية” بمعنى “أصحاب الشاء” أي الغنم، فهي كلمة عربية مشتقة من مفردة الشاة والشاوي هو “راعي الغنم” و”الشاوية” هم “رعاة الغنم”، ومازالت المفردة مستخدمة بذات المعنى في العديد من البلدان العربية مثل: بلاد الشام والعراق والكويت.. وطبعا “الشاوية” ليست سوى ترجمة حرفية للاسم الامازيغي “آيت وولي”، خصوصا أن المنطقة اشتهرت خلال تاريخ المغرب بتربية الخرفان، إذ كان خروف الشاوية يقدر لصوفه، وكان يصدر الى مارسيليا، حيث كان معروفا باسم “ورديغة”.. ورغم الاستعراب الكامل للمنطقة لا زالت أسماء الأماكن والقرى تحتفظ بأسمائها الامازيغية الى الوقت الحاضر ومنها: تادارت، تامسنا، أنفا..
اضف تعليق