الى جانب الإقامة الرسمية في تالعينت، كان القايد المخزني عياد بن محمد الجراري (1881 –1942) يمتلك عدة إقامات في أماكن مختلفة في السهل والجبل لدواع أمنية، منها قلعة في بوصنصار وحديقة للتنزه على غرار “المنارة” بالركادة وقلعة في دوار الرگاب بالإضافة الى إقامة في دوار ادبوعبان بمنطقة اغيرملولن، تعرف لدى السكان المحليين بالاسم الأمازيغي “توارايت” (علامة أو نصب يهتدى بها في الطريق).. وحسب مصادر متطابقة، فإن البناية بنيت في الربع الأول من القرن العشرين وسكنها القائد عياد الجراري الى غاية الاربعينات ثم انتقلت الى ابنه القائد عبد الله بن عياد وصولا الى عبد الرحمان بن عياد، الذي يعد آخر من سكن “توارايت” من أبناء القائد عياد. وبعد الاستقلال ظلت البناية مهجورة الى غاية مطلع الستينات حيث انتقلت ملكيتها بالشراء الى عائلة ادهمو بدوار الحفاير..
بنيت الدار وفق تصميم البيوت المغربية العتيقة، على شكل قلعة حصينة باستعمال مواد بناء محلية كالحجر والجير والتراب المدكوك، وتتكون الإقامة من سور خارجي مبني بالتراب المدكوك وفق تقنية “اللوح” على شكل مربع، مزودة بأبراج طويلة للمراقبة في زواياها الأربعة، رغم أنها تهدمت ولم يبقى منها سوى القاعدة السفلى، وخارج السور يوجد مصلى صغير تؤدى فيه صلاة العيدين.. وبعد اجتياز المدخل الرئيسي المتميز بباب خشبي ضخم تجد ساحة فسيحة تحيط بالسكن الرئيسي، بنيت مرابط الخيول في جهتها اليمنى، قبل أن تختفي خلال عملية التهيئة التي خضعت لها الإقامة في الآونة الأخيرة، وربما استعملت أحجارها في البناء.. عكس السور المبني بالتراب المدكوك، فإن البناية الرئيسية بنيت بالحجر والجير، ما يفسر حيطانها العريضة وتعلوها فوهات مثلثة الشكل توضع فيها رؤوس البنادق خلال أوقات الحرب، ثم فناء داخلي مربع الشكل يسمح بتهوية وإضاءة الغرف المسقفة بمربعات “الكايزا” الخشبية التي تضفي رونقا وجمالا على السقوف… وعلى سطح البناية يوجد برج شاهق يستعمل لمراقبة التحركات في المنطقة بل وفي سهل ّأزغار” ككل كلما كان الجو صحوا..
اشتهرت “توارايت” في الفترة الأخيرة بعدما كانت مسرحا لتصوير بعض مشاهد الفيلم الأمازيغي “تمغارت ورغ” في العام 1990 من طرف المخرج السينمائي والمسرحي الحسين بيزگارن وهو سليل نفس المنطقة أي إغيرملولن..
اضف تعليق