8 نونبر 1942: حين جاء الأمريكيون ب”الفنيد” و”الشوينغوم” !

    ساهم وجود الامريكيين بالمغرب ابتداءا من أربعينات القرن العشرين، في إدخال عادات استهلاكية كثيرة على المجتمع المغربي، بل إن عدد من المغاربة تطبعوا بأساليب فن العيش الأمريكي.. يرجع أول احتكاك مغربي امريكي الى الثامن من نونبر 1942 حيث عرفت السواحل الأطلسية للبلاد، أكبر إنزال للقوات الامريكية بقيادة الجنرال دوايت ايزنهاور، فيما سمي بعملية “الشعلة”.. وقد كان لهذا الإنزال عدد من التداعيات السياسية والعسكرية بل والاجتماعية والثقافية وهذا ما يهمنا في هذا المقال..

الاختراق الأمريكي انعكس بشكل واضح على الثقافة المحلية وعلى تغير بعض القيم والممارسات الاجتماعية داخل المجتمع، حيث صارت بعض العادات الاستهلاكية عادية، بعدما جلب الامريكيون منتجات استهلاكية أمريكية ووزعوها بالمجان على الساكنة وهي بعض العلامات التي تميز حضارة بلاد العم سام.. وهكذا تحدث الحسين السلاوي عن رواج عملة الدولار بين الناس وشربوا السجائر الامريكية وتناولوا شراب الروم، وأكلوا علكة “الشوينغ غوم” والبونبون والفنيد”… وهو ما يعكس تحولا سلوكيا في المجتمع انبرى له السلاوي بالنقد من خلال أغنيته المعروفة باسم “المريكان”.. يقول السلاوي:

فرقوا الفنيد والسيجار // زادو الدولار

حتى من العجايز // اشراوا الفولار

  وأضاف في مقطع آخر “حتى من العجايزات دارو اللثام، على الشوينغوم ساروا”  وهو تحول كبير اذ أصبحت الناس تلوك العلك الأجنبي أمام الملأ، فهذه فعلا ظاهرة تسترعي الانتباه إذ كان المغاربة قبل ذلك الزمان يعتبرون أنه من العيب أن يمضغ الانسان أمام الملأ، سيما اذا كانت المرأة هي التي تقوم بذلك.. وما دمنا بصدد “الفنيد” أتذكر كيف انتشر “البونبون” في بوادي سوس، فزيادة على توزيعه على الأطفال كهدايا، كان يستعمل أيضا لتحلية الشاي في غياب السكر خصوصا النوع القابل للذوبان بسرعة المعروف باسم “الماگنة” ولعل أغنية ازنزران الشامخ المعنونة ب “تراخوت أداس إنان”، شاهدة على تلك العادة:

وامحماد وعمر زايد الفنيد إوتاي//   هان أتاي أد أور إميم

إبراهيم اوزيد

اضف تعليق