من “تارگا تازگاغت” الى “الساقية الحمراء”..

    تعرضت العديد من أسماء الأماكن بالمغرب الى عملية تعريب طمست الاسم الأصلي للمكان، إذ جرت العادة على ترجمة المعنى الأمازيغي للاسم الطوبونيمي الى اللغة العربية، ومثال ذلك “الساقية الحمراء” وهو واد متقطع الجريان في مدخل مدينة العيون بالصحراء.. الوادي المذكور كان معروفا باسم “تارگا تازگاغت” الى غاية القرن الحادي عشر الميلادي على الأقل، كما ذكر المؤرخ البكري… (انظر: البكري، المغرب في ذكر أخبار افريقية والمغرب، نشر دوسلان،ط ميزنوف، باريس 1965، ص: 163…) ويرجع سبب تسمية الوادي المذكور بهذا الاسم، الى احتواء الساقية الحمراء على عين ماء حارة، بالإضافة الى لون التربة المميزة لتلك المنطقة وهي الحمرة الداكنة…

     أما أول من استعمل تسمية “الساقية الحمراء” عوض”تاركا تازكاغت” بلسان صنهاجة، فهو عبد الرحمان ابن خلدون (ق14)، حيث ترجم التسمية الأصلية الى اللغة العربية، بينما توارت التسمية الأمازيغية الى الخلف الى درجة أن الناس اعتقدوا أن “الساقية الحمراء” هي الاسم الأصيل للمكان، وفق منطق:”خطأ شائع خير من صحيح نادر”..

اضف تعليق