ابراهيم التيزنيتي: المقاوم والثائر

    يعتبر الراحل ابراهيم التزنيتي من أبرز وجوه جيش التحرير في الجنوب المغربي الى جانب محمد بن سعيد ايت ايدر، ابراهيم المنوزي، سعيد المنوزي.. ولد ابراهيم التزنيتي، كما يدل على ذلك اسمه، في مدينة تيزنيت ودرس في عدة مدارس قرآنية، ثم اشتغل فقيها في أحد مساجد منطقة ايت بعمران، حيث قضى عدة سنوات، قبل أن يؤسس خلية لمقاتلي جيش التحرير،  وينفذ هجمات ضد القوات الاستعمارية الاسبانية والفرنسية. اشتهر ابراهيم التزنيتي بعدة ألقاب وأسماء حركية منها: “النمري عبد الله”، “الحاج”… أما اسمه الحقيقي فهو: ابراهيم المرابطين.

    في مركز قيادة جيش التحرير بكلميم كان مسؤولون لهم صلاحيات واسعة ومهام من طبيعة تنفيذية في المجالات العسكرية والسياسية والمالية والاجتماعية. وقد شكلت قيادة صغيرة تتكون من: ادريس بوبكر، ابراهيم التزنيتي، محمد بن سعيد ايت ايدر، عمر المسفوي، محمد بن حمو، ومعهم عبد الرحمان الزيات كمستشار في القضايا السياسية وباهي محمد في الصحافة والاعلام..[1]

لعب “التيزنيتي”  دورا مهما في التنظيمات الموازية التي هيأتها المنظمة السرية لإنشاء جيش التحرير سنة 1955 قبل الاستقلال وضمن الأنوية الاولى التي اعتمد عليها جيش التحرير في الجنوب. تولى أمانة المال في قيادة جيش التحرير بالجنوب. التجأ الى سوريا ثم الجزائر في ظروف خاصة عاشها المغرب في بدية الستينات.

التحق ابراهيم التزنيتي بالمنطقة، التي تراقبها اسبانيا شمال المغرب، وتوجه الى معسكرات التدريب التي تخرجت منها الفرق العسكرية، التي ستصبح فيما بعد نواة جيش التحرير. كان أطر جيش التحرير الوطني آنذاك، ينادون بالتحرير الشامل للتراب الوطني من الاستعمار وكذلك تحرير مجمل البلاد المغاربية، وكانوا يضعون ثقتهم الكاملة في الزعيم عبد الكريم الخطابي.. استقر ابراهيم التزنيتي بمدينة كلميم، وهناك انخرط في عملية استقطاب الرجال الى تنظيمه حتى صارت كلميم تضم خيرة وجوه جيش التحرير المغربي من بينهم: بنحمو، ادريس بوبكر، الجبلي، بنسعيد…

 بعد استقلال المغرب في العام 1956 رفض ابراهيم التزنيتي أن يتخلى عن الكفاح المسلح وينضم الى الجيش الملكي، رافضا كل الاغراءات المالية التي عرضتها السلطة على قادة جيش التحرير، اذ كان كل قائد يؤدي البيعة ومعه على الأقل مائة من مناصريه، يتلقى امتيازات هامة، حيث يرقى الى رتبة ضابط ويتلقى راتب شهري محترم…

[1] محمد بن سعيد ايت ايدر، صفحات من ملحمة جيش التحرير بالجنوب المغربي، سوما كرام، الدار البيضاء، 2001 الطبعة الأولى، ص: 126

تتمة المقال في مجلتكم “زيك ماغزين”، العدد الأول، مارس 2021 ص: 16

اضف تعليق