يعتبر الباعة المتجولون وباعة الرصيف جزءا لا يتجزأ من النسيج الاقتصادي للمدن الصغرى بالمملكة ومنها تيزنيت. فبعد حملة تحرير الملك العمومي بمدينة الفضة من هذه الفئة من التجارة الغير المهيكلة، تطرح استفهامات حول البديل المزمع تقديمه من طرف الجماعة والسلطة المحلية، لاستيعاب هذه الفئة من الهشة من التجار، كي يمارسوا نشاطهم التجاري في ظروف مناسبة تضمن لهم كرامتهم وفي نفس الوقت تحافظ على نظافة المدينة وتحمي البيئة المحلية..

وفي غياب أي بديل حقيقي، اقترحت البلدية ساحة عمومية لاستقبال التجار المتجولين، ويتعلق الأمر بساحة موريتانيا بحي اليوسفية، التي تمت تهيئتها وتسطير مربعاتها وترقيمها وتوزيعها على الباعة، الذين تم احصاؤهم من طرف السلطات المختصة.. لكن بعد مرور أيام على بداية النشاط التجاري بالساحة المذكورة، يشتكي الباعة من اكراهات تعرقل نشاطهم هناك، ومنها ضعف الانارة العمومية ليلا، مما يحتم على التجار الاستعانة بالمصابيح اليدوية lampes de poche في عمليات البيع، كما يشتكون من تعرضهم لأشعة الشمس الحارقة يوميا ويطالبون بنصب أروقة les stands كتلك المستعملة في المعارض، خصوصا أن هذه الأروقة تسمح للبائع باستغلال واجهة واحدة للبيع، وليس عدة واجهات كما يريد بعض الباعة، مما يولد احتكاكات فيما بينهم من حين لآخر..

من جهة أخرى يقترح المتتبعون تنفيذ المزيد من أشغال التهيئة بساحة موريتانيا في أفق تحويلها الى فضاء تجاري نموذجي على غرار التجارب الناجحة في تتبيث الباعة الجائلين بالمملكة ومنها تجربة سيدي البرنوصي بالدار البيضاء، التي وفرت فضاءات تجارية محروسة ومجهزة لعرض السلع أمام أكثر من 80 بائع متجول، تم انتقاؤهم وفق معايير محددة. وقد أصبحت تجربة سيدي البرنوصي نموذجا يحتذى به على صعيد المملكة، بعدما قامت العديد من المدن بتقليد هذه التجربة نظرا للقيمة المضافة التي اكسبتها للقطاع التجاري الغير المهيكل، زيادة على كون الفضاءات التجارية النموذجية توفر مداخيل جديدة للمجلس الجماعي، اذ يدفع التجار سومة كرائية شهرية لاستغلال أروقة العرض تناهز مبلغ 1200 درهم عن كل رواق..
تجدر الاشارة أن الفضاءات التجارية النموذجية تساهم في تحرير الملك العمومي عبر توفير مساحات خاصة للباعة عوض احتلال الشوارع وقارعة الطرق، فضلا عن تقنين وتهيئ فضاء تجاري يحترم شروط السلامة والنظافة ويضمن تسوق المواطن في أحسن الظروف..
اضف تعليق