الاتحاديون: هكذا تسير جماعة تيزنيت نحو الإفلاس

كشف المستشارون الاتحاديون بتزنيت عن معطيات صادمة عن تسيير المجلس الجماعي للمدينة، بعد مرور أربع سنوات على تسيير البيجيدي وحلفاؤه للمدينة منذ أكتوبر 2015، حيث تجمدت ميزانية المجلس الجماعي بسبب تراجع المداخيل وارتفاع المصاريف مقابل ارتفاع عدد السكان..

وقدم الاعضاء الاتحاديون في لقاء مع وسائل الاعلام، بالأرقام والدلائل، أن ميزانية المجلس لسنة 2020 المقدرة بمبلغ سبعة ملايير و500 مليون سنتيم، بنيت على احتمالات وفرضيات صعبة التحقق، تناقض ما تم تحصيله في الميزانية الحالية الى غاية 30 شتنبر الماضي، حيث لم تتجاوز الميزانية 5.2 مليار سنتيم، فكيف سيتم استخلاص مبلغ سبعة ملايير المدرجة في الميزانية العام الحالي والعام القادم.. ومن  بين الاحتمالات التي اعتمدها المجلس لاقتراح ميزانية العام 2020 زيادة في ايرادات المعهد الموسيقي من مبلغ 10 ألف درهم الى مبلغ 60 الف درهم، وهو رقم صعب المنال نظرا لكون رسوم التمدرس بالمعهد الموسيقي هي 300 درهم سنويا، الا إذا تمت مضاعفة هذا الرسم عشر مرات وهو أمر سيفوق الطاقة الشرائية للمواطنين.. ومن الفرضيات أيضا تحصيل ايرادات من استغلال بعض الأسواق، لاسيما سوق النخيل، علما ان المهنيين قاطعوا هذا السوق بسبب ارتفاع الاتاوة التي فرضها المجلس لاستغلال المحلات.. أما استغلال  الطابق الاول من السوق البلدي 20 غشت، فهو مشروع ما زال قيد الدراسة ولم يتم بناء المحلات التجارية بعد، فما بالك باستغلالها وكرائها.. كما بنيت الميزانية التقديرية على كراء سوق البهائم ورحبة لبيع السيارات المستعملة بالسوق الأسبوعي، وهي فكرة غير مثمرة، جربت سابقا ولقيت فشلا ذريعا.. مع العلم أن فصل مدخول رسوم البناء يرتقب أن يستمر في التراجع بسبب توقف حركة البناء والتعمير، نظرا لمشكل عدم توسيع شبكة الواد الحار، بسبب عجز المجلس عن تصفية العقار الذي ستمر منه قنوات الصرف الصحي…

وفي جانب المصاريف تم النفخ في عدة فصول لتمكين أعضاء الأغلبية من تبذير الميزانية في السفريات وتعويضات التنقل، حيث تم الرفع بنسبة مائة في المائة في مصاريف تنقل الرئيس والأعضاء الى الخارج، حيث انتقل المبلغ من ثلاثة ملايين سنتيم الى ستة ملايين، وهي أرقام تكشف مبالغة كبيرة في صرف أموال الشعب على اتفاقيات توأمة لم تحمل أي جديد.. علما أن أول توأمة وقعها المجلس السابق مع بلدية سان دوني الفرنسية، لم يتم تمويلها من ميزانية المجلس بل تحمل الأعضاء مصاريف التنقل من جيوبهم ودفع كل عضو مبلغ 450 درهم ثمن تذكرة السفر على متن حافلات “ساطاس” الى باريس.. وفي المقابل تم تقليص الاعتمادات فصل المناطق الخضراء وكذا فصول تخص الخدمات الاجتماعية المقدمة لبعض الفئات الاجتماعية..

وقال لحسن بنواري أن ميزانية المجلس الجماعي لم تتغير قيد أنملة بعد أربع سنوات من تسيير البيجيدي للمجلس، فقد كانت الميزانية لا تتجاوز مبلغ 2 مليار و300 مليون سنتيم في العام 2003 ورفعها المجلس السابق الى عتبة سبعة ملايير و200 مليون سنتيم في العام 2015 حيث كانت تزيد بمعدل 400 مليون في السنة، ولو ظلت تسير على نفس المنوال لوصلت الآن الى مبلغ 9 ملايير سنتيم على أقل تقدير، وهو مالم يتحقق في عهد المجلس الحالي، الذي لم يضف أي شيء الى ما هو موجود من مداخيل، بل لم يستطع حتى تنفيذ الاتفاقيات المبرمة مع مديرية الضرائب حول رفع مبلغ الرسوم المحولة، حيث اتفق المجلس السابق مع مصالح الضرائب على رفع ضريبة الخدمات في أفق 2020 الى عتبة ملياران ونصف، لكن لا شيء تحقق على أرض الواقع، حيث لم تصل حجم الرسوم المحولة عتبة ملياران..

وأكد قيدوم المستشارين الاتحاديين أن إهدار المداخيل من طرف المجلس يتولد عنه عجز هذا الأخير عن دفع التزاماته في الاتفاقيات المبرمة مع الشركاء من المؤسسات العمومية والوزارات والمجالس المنتخبة، حيث اصبحت عدة اتفاقيات للتأهيل الحضري سواء خارج الأسوار أو المدينة العتيقة في مهب الريح، بسبب عجز المجلس عن الايفاء بالتزاماته، وهو ما سبق أن حذرت منه السلطة الاقليمية مؤخرا، ما دفع المجلس الى برمجة مبلغ 250 مليون سنتيم في التزاماته في اتفاقية تأهيل المدينة العتيقة..

 يشار أن المجلس الحالي لتزنيت ورث عدد كبير من اتفاقيات التأهيل الحضري عن المجلس السابق تهم التزفيت وتبليط الشوارع والساحات وصيانة المناطق الخضراء والانارة العمومية  وتهيئة الساحات والاضرحة والمنازل الآيلة للسقوط.. لكن المسيرون الجدد عجزوا عن تنفيذها على أرض الواقع، مما يبين ضعفهم وقلة خبرتهم ودرايتهم في تسيير الجماعة، الذي يختلف اختلافا جذريا عن تسيير “المقتصديات” والتعاونيات والوداديات السكنية..

اضف تعليق