تيزنيت: البول يسيل بمحاذاة السور بعد إغلاق المراحيض العمومية !

رغم صرف آلاف المليارات في مشاريع التأهيل الحضري التي اهتمت بالزفت وأعمدة الإنارة العمومية وزرع النخيل وأشجار التصفيف.. وصرف ميزانيات ضخمة في الاحتفال باليوم العالمي للبيئة، الذي اهتم بالعروض والندوات والمسابقات الرياضية.. فإن لعنة المراحيض العمومية تلاحق معظم المدن المغربية بدون استثناء، لأن المنتخبين تعاملوا مع المرافق الصحية كترف لا حاجة إليه، والأفظع أن المجالس الجماعية عوض أن تبادر الى تحمل مسؤوليتها في توفير المراحيض العمومية، التي عرفتها البشرية منذ حضارة بلاد الرافدين، قامت بإغلاق عدد منها كما حدث بمدينة تيزنيت، حيث أغلق مرحاض عمومي قرب ضريح سيدي عبد الرحمان ومرحاض آخر في شارع الحسن الثاني قرب الباب الجديد.. الشيء الذي حول محيط الأسوار الى مرحاض مفتوح في الهواء الطلق، حيث جداول البول تجري فوق الرصيف، وصار المرور عبر الأبواب والبوابات المؤدية الى ساحة المشور جحيما حقيقيا بفعل الروائح الفظيعة لما يخلفه المارون.. رغم أن عدد من المهتمين بالآثار والتراث سبق أن حذروا من الخطر، الذي بات يهدد الأسوار التاريخية بسبب تحويلها الى “مبولة” وهو التنبيه، الذي تم التعامي عنه من طرف المنتخبين ومروا عليه مرور الكرام..

لا يمكن أن نتحدث عن تيزنيت كوجهة سياحية في الوقت، الذي تفتقر فيه المدينة العتيقة الى مراحيض عمومية، بعدما أغلقوا المرحاض الوحيد في شارع سيدي عبد الرحمان منذ سنوات، مما يدفع السياح الى طرق أبواب المنازل أو يطلبون اللجوء الى المقاهي لإنقاذ الوضع، وهي مشاهد تتقاسمها تيزنيت مع جل المدن المغربية، التي يغيب عنها مرفق صحي ظهر منذ أربعة آلاف سنة وخصصت له الأمم المتحدة يوما عالميا للتعريف بأهميته..

وفي نفس السياق، طالب مهتمون بالشأن السياحي من المجلس البلدي بفتح المراحيض العمومية المغلقة وإنشاء مراحيض جديدة في أماكن مختلفة بالمدينة العتيقة خصوصا في المواقع التي تنتشر فيها نقط التبول في الهواء الطلق مثل: باب الخميس، باب آيت جرار.. بالإضافة الى الفضاءات التي يتجمع فيها الناس مثل: ساحة المشور وبرج “تيرگين المطل على ساحة حديقة مولي عبد الله وغيرها من الأماكن التي تستقطب السياح والزوار..

يتعين على المنتخبين أن يقتنعوا أن دورات المياه تعد أولوية وواحدة من مؤشرات التحضر والتمدن، والمؤسف أن مدينة الفضة تربطها عدة اتفاقيات توأمة مع عدد من المدن الأروبية ولكننا لم نستطع أن نقلدهم في أي شيء، بما في ذلك المراحيض العمومية التي تعد أساسية في كل مدن العالم…

ابراهيم التزنيتي

اضف تعليق