سيدي افني: الكثيري يتخلف عن حضور الذكرى الخمسون لاسترجاع المدينة !

على غير العادة، تخلف المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، عن حضور الذكرى الخمسون لاسترجاع سيدي افني الى الوطن الأم، بدعوى “أنه يوجد في مهمة خاصة خارج أرض الوطن”..  وتولى  رئيس قسم الدراسات التاريخية بالمندوبية  تمثيل المندوب السامي في المهرجان الخطابي، الذي احتضنته قاعة الاجتماعات بعمالة سيدي افني يوم الأحد 30 يونيو، بمناسبة ذكرى نصف قرن على استرجاع سيدي افني بحضور عامل الاقليم والمنتخبين والبرلمانيين المنتمين لدائرة سيدي افني، فيما تخلف عدد كبير من أعيان ايت بعمران عن الحضور لأسباب مبهمة..

وتضمنت كلمة المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، ، التي ألقيت من طرف إطار بالمندوبية السامية للمقاومة، إن تخليد الذكرى الخمسين لاسترجاع سيدي إفني مناسبة لاستحضار أطوار ملحمة خالدة وما بذله الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد في سبيل نصرة القضية الوطنية ومناهضة الاستعمار.

وأضاف المندوب السامي، في كلمة خلال مهرجان خطابي نظم بالمناسبة ، أن هذه الذكرى تعد مناسبة للوقوف وقفة تأمل وتدبر ليشب الخلف على هدي السلف، وليضطلع نساء ورجال اليوم والغد بأدوارهم في ملاحم الجهاد الأكبر ومسيرات العهد الجديد التي يحمل مشعلها بحنكة وتبصر الملك محمد السادس في سبيل الارتقاء بالمغرب.

واعتبر الكثيري، في الكلمة التي تلاها بالنيابة عنه رئيس قسم الدراسات التاريخية بالمندوبية، أن الأجيال الجديدة والناشئة في أمس الحاجة الى تعريفها بتاريخ المغرب الطافح بالملاحم والبطولات والزاخر بالأمجاد والمكرمات لاستقراء جوانبه وفصوله واستلهام قيمه وعبره وعظاته لتقوية الروح الوطنية وترسيخ قيم المواطنة الإيجابية وحفز الأجيال على استيعاب الأبعاد العميقة والدلالات الرمزية للذاكرة التاريخية الوطنية في مسيرات البناء والنماء.

واستحضر الكثيري ما سجلته الذاكرة التاريخية الوطنية لقبائل إقليم سيدي إفني حضورها القوي ومساهمتها الفعالة في الانطلاقة المظفرة لجيش التحرير بالأقاليم الجنوبية للمملكة سنة 1956 لاستكمال الاستقلال وتحرير المناطق الجنوبية للوطن التي كانت رازحة تخت نير الاستعمار الأجنبي، فضلا عن انغمارها في صنع أمجاد انتفاضة 23 نونبر 1957 الخالدة.

كما تفاعلت هذه الربوع المجاهدة أيضا، يضيف الكثيري، مع كافة المحطات النضالية للشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد لاستكمال مسلسل التحرير الذي أعلن عنه جلالة المغفور له محمد الخامس في خطابه التاريخي بمحاميد الغزلان في 25 فبراير 1958 وهي السنة التي استرجعت فيها بلادنا مدينة طرفاية.

وذكر بمواصلة مسيرة الوحدة في عهد باني المغرب الحديث وموحد البلاد جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني الذي حمل مشعل قضية استرجاع المغرب لأراضيه المحتلة وقاد ملحمة بطولية متعددة الأشكال كان من مظاهرها إسماع صوت المغرب في المحافل الدولية والمطالبة ببسط السيادة الوطنية على الأجزاء التي لا زالت تحت نير الاستعمار والتي تكللت باسترجاع سيدي إفني في 30 يونيو 1969.

وأبرز أنه بعد ذلك تمت استعادة الأقاليم الصحراوية إلى الوطن بعد قرار محكمة العدل الدولية الذي أكد على مغربية الصحراء ووجود روابط البيعة والولاء بين سكان هذه الأقاليم وملوك الدولة العلوية الشريفة.

وإثر ذلك، يواصل المندوب السامي، نظم المغرب المسيرة الخضراء المظفرة التي أبدعتها العبقرية الفذة للمغفور له الحسن الثاني سنة 1975، فكان جلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية يوم 28 فبراير 1976 ليتكلل هذا المسار النضالي والوحدوي باسترجاع إقليم وادي الذهب في 14 غشت 1979 .

وفي نهاية هذا المهرجان الخطابي جرى تكريم صفوة من الشهداء وقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالإقليم تقديرا لما قدموه من التضحيات الجسام في سبيل تحرير البلاد من الاستعمار، وتقديم إعانات مالية لعدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين منهم.

وتم بعد ذلك إجراء زيارة للفضاء الإداري والتربوي والتثقيفي والمتحفي للمقاومة وجيش التحرير بسيدي إفني..

اضف تعليق