صادق المجلس الاقليمي لتزنيت يوم الاثنين 10 يونيو الجاري على اقتناء أربع بقع أرضية بالمنطقة الصناعية للمدينة. وحسب ما راج خلال دورة يونيو، فإن مجموع مساحة البقع تناهز 2819 متر مربع، مقابل ثمن اجمالي قدره 1550 .450.00 درهم. علما ان اللجنة الادارية للتقييم حددت ثمن المتر المربع في مبلغ 550 درهم عوض 650 درهم كما عرضت شركة “العمران” سابقا… وتهدف هذه الخطوة الى توفير رصيد عقاري للمجلس لتوظيفه في توطين المشاريع الذاتية أو تفويتها الى المستثمرين الخواص بشروط تفضيلية لإنجاز أنشطة اقتصادية بالإقليم..
وتأتي هذه الخطوة للتغلب على قلة الوعاء العقاري بالمدينة سواء لدى المجالس المنتخبة او لدى الأملاك المخزنية، مما يحرم المدينة من فرص اقتناص الاستثمارات العمومية والخاصة، علما ان توفر عقار مجهز بالمنطقة الصناعية، لا يشكل عامل جذب، بسبب غلاء الاثمنة المقترحة من طرف شركة “العمران” التي تعرض ما تبقى لديها من بقع وعددها 190 بقعة بثمن لا يقل عن 650 درهم للمتر المربع، وهو أمر ليس في متناول المستثمرين الذين يبحثون عن عقار مجهز بأثمنة تفضيلية، خصوصا أن بعض المدن تقترح أراضي مجهزة للاستثمار مقابل مبلغ درهم رمزي للمتر المربع كما هو الحال بالنسبة الى مدينة طانطان..
وتذكرنا التجربة الجديدة للمجلس الاقليمي لتزنيت بشأن توفير رصيد عقاري للاستثمار، بتجربة رائدة على صعيد جهة سوس ماسة وهي تجربة المجلس البلدي لتارودانت، الذي اقتنى منذ سنوات 120 هكتار من أراضي الجموع بموقع لاسطاح، وفوتها الى المستثمرين العموميين بدون مقابل والى المستمرين الخواص بأثمنة تفضيلية، مما أدى الى طفرة تنمية وعمرانية بتارودانت، اذ ساهم تجاوز مشكل العقار في اقلاع تنموي حقيقي للمدينة، وهكذا تدفقت الاستثمارات العمومية والخاصة على المدينة في مختلف المجالات، وتم انشاء عدة مؤسسات للتعليم الجامعي في ظرف وجيز: الكلية المتعددة التخصصات وكلية العلوم الشرعية وحي جامعي لتوفير الاقامة للطلبة.. كما انخرط القطاع الخاص بدوره في هذه الدينامية التنموية، حيث أطلقت مشاريع تنموية مهمة بالمدينة مثل: سوق ممتاز “اتكادو”، مصحة متعددة التخصصات، تجزئات سكنية..
وطبعا يبقى توفير العقار أمام المستثمرين أحسن وسيلة لتشجيع الاستثمار عوض مسلسل الندوات والمتلقيات التي تكتفي بالأقوال والمتمنيات دون أي شيء يذكر على أرض الواقع.. فالمستثمرون يبحثون عن أفعال ملموسة في الميدان، فالعبرة بالأفعال لا بالأقوال..
اضف تعليق