منذ يوم الخميس 16 ماي، لم يعد بإمكان مرضى الأمراض الصدرية المبيت في مستشفى حمان الفطواكي، بعد قرار مندوبية وزارة الصحة ترحيل المرضى الى المستشفى الاقليمي الحسن الأول. ولم تتضح بعد دواعي نقل مرضى الأمراض الصدرية ومنها بعض الأصناف الخطيرة والمعدية مثل: السل tuberculose خارج مستشفى حمان الفطواكي وسط مخاوف لدى المتتبعين من اتجاه وزارة الصحة نحو إغلاق المستشفى الوحيد للأمراض الصدرية بتزنيت والجنوب المغربي بشكل عام، خصوصا بعد تلكئ وزارة الصحة في تعيين مدير جديد للمستشفى بعد إحالة المدير السابق على التقاعد.. وهكذا بدأت خدمات مستشفى حمان الفطواكي، تتقهقر تدريجيا، حيث انحصر توقيت دوام المستشفى من 24 ساعة الى بضع ساعات في اليوم، أي فترة العمل الاداري من التاسعة صباحا الى الرابعة والنصف بعد الزوال (الثالثة في شهر رمضان)، حيث يمكن للمرضى الاستفادة من الاستشارات والفحوصات الطبية من طرف الطبيبة المختصة، في حين يتم توجيه الحالات الحرجة، التي تتطلب المكوث في المستشفى لعدة أيام الى مستشفى الحسن الأول..
من جانب آخر، قال مسؤول نقابي أن ترحيل مرضى الأمراض الصدرية الى المستشفى الاقليمي سيزيد من حدة الاكتظاظ بالمستشفى المذكور، خصوصا أن مرضى الأمراض الصدرية ومعظمها معدي كمرض السل يحتاجون الى رعاية خاصة في وسط فسيح وغير مزدحم ومتوفر على فضاءات خضراء، عوض تكديس المرضى في غرف ضيقة بالمستشفى الاقليمي، مع ما يشكله ذلك من خطر انتقال الأمراض الصدرية المعدية الى باقي المرضى والى المستخدمين من أطر صحية وطبية… وعزى نفس المصدر ترحيل المرضى من مستشفى حمان الفطواكي الى مستشفى الحسن الأول الى امتناع الطبيبة الجديدة عن الالتزام بنظام المداومة 24 ساعة على 24 كما كان يفعل الدكتور كمال المنور، واشترطت تعيين طبيب آخر بالمستشفى لتقاسم فترة المداومة، علما أن القانون يحدد فترة المداومة في المستشفيات التي تضم طبيب واحد في 20 يوم من أصل 30 يوم..
وفي المقابل، أكد مصدر مسؤول بقطاع الصحة أن ترحيل المرضى نحو مستشفى الحسن الأول يأتي لتوفير جميع شروط الرعاية الصحية لتي يحتاجها المرضى من طب القلب والانعاش وغيرها من التخصصات التي يتم اللجوء إليها في الحالات المستعجلة، عوض نقل المرضى على متن سيارات الإسعاف كما جرت العادة في السابق.. ونفى نفس المسؤول وجود نية لإغلاق مستشفى حمان الفطواكي، الذي يحتاج الى عملية صيانة وتأهيل، لكنه لا يشكو من أي خصاص في الأطر الطبية والصحية، بعد التحاق طبيبة جديدة عوضت الطبيب المتخصص، الذي أحيل على التقاعد في مطلع هذه السنة..
يشار أن مستشفى حمان الفطواكي يعود تأسيسه الى سنة 1944 في عهد الحماية الفرنسية، وظل مرجعا في طب الأمراض الصدرية بالنسبة لمرضى اقليم تيزنيت والأقاليم المجاورة خصوصا في الفترة التي تولى فيه الدكتور كمال المنور إدارة المستشفى برزانة واقتدار…
اضف تعليق