شويعار: الراعي الصحراوي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس

يأتي اسم حسن شويعار، على رأس اللائحة السوداء للرعاة الرحل غير المرغوب فيهم بإقليم تيزنيت الى جانب المدعو خيطر المتحدر من آسا الزاك.. ويعزى هذا الرفض الشعبي لهذا الراعي الصحراوي المتغطرس والمتحدر من ضواحي كلميم الى التصرفات التي يقترفها المعني بالأمر في عدة جماعات قروية في السنوات القليلة الماضية وسجل آخرها في جماعة أربعاء الساحل قبل أيام فقط.. من هو شويعار؟ لماذا يتكرر اسمه دوما في النزاعات بين سكان الدواوير والرعاة الرحل؟ لماذا يتحدى السكان والسلطات العمومية ويرفض التوقف عند إشارة الضوء الأحمر؟

ينتمي حسن شويعار الى قبيلة آيت أوسى، ويقيم في دوار تايرت بجماعة أسرير المتواجد في الجهة الشرقية لكلميم بمحاذاة الطريق المتجهة نحو آسا الزاك.. يعرف بالمنطقة بكونه كساب متوسط للماشية لكونه لا يمتلك سوى رؤوس الأغنام والماعز، لأن الكسابة الكبار في الصحراء يمتلكون رؤوس الإبل بالدرجة الأولى، وهي معيار الوجاهة في المجتمع الصحراوي، لأن هذا النوع من الماشية غير متاح سوى للفئات الثرية وهي في الغالب من الأعيان وشيوخ القبائل الصحراوية.. في حين يكتفي الكسابة الصغار والمتوسطون بتربية الأغنام والماعز، التي تحتاج نباهة كبيرة ورعاة متيقظين لأنها تتنقل بسرعة وتصل الى مزروعات السكان وتلتهمها في ظرف وجيز، مما يسبب نزاعات بين السكان المحليين والرعاة الرحل…

من أربعاء رسموكة الى أربعاء الساحل: نفس السيناريو يتكرر

قبل أحداث الساحل ارتبط اسم حسن شويعار السنة الماضية بأحداث العنف التي اندلعت في جماعة أربعاء رسموكة بين سكان الدواوير والرعاة الصحراويين، بعد قيام هؤلاء بإتلاف مزروعات السكان ورعي قطعانهم وسط التجمعات السكنية مما ولد ردود فعل من السكان، الذين انتفضوا للدفاع عن أملاكهم ضد الغزاة الجدد، الذين لم يغادروا المنطقة الا بعدما فقدوا بعض رؤوس الماشية.. وطبعا الرحل ينفون اتهامات السكان بالاعتداء على ممتلكاتهم واتلاف مغروساتهم وتقديمها كعلف للماشية، ويؤكدون أنهم يرعون القطعان في المراعي الطبيعية أو “أرض مولانا” كما يرددون باستمرار، ويؤكدون أنهم يحترمون القانون وأعراف الرعي المتعارف عليها لدى قبائل الصحراء وسوس..

 لا يتولى شويعار شخصيا رعي الماشية بنفسه، بل يعتمد على خدمات مجموعة من الأجراء، ومعظمهم من المبحوث عنهم وذوي السوابق القضائية، الذين يتكلفون بمهمة الرعي حيث يرعى كل واحد عدد معين من القطيع، الذي يمتلكه المعني بالأمر والذي لا يقل عن ألف رأس من الماشية منها 800 رأس من الأغنام و200 رأس من الماعز… وتقتصر مهمة رب العمل في البحث عن الأماكن الصالحة للرعي على متن سيارة “لاندر روفير” رباعية الدفع  وتزويد الرعاة، الذين يشتغلون تحت امرته بما يحتجونه من مواد أساسية وأعلاف للماشية كلما تطلب الأمر ذلك..

بقامة فارعة ووجه بيضاوي الشكل تغطيه لحية سوداء ويلف رأسه في لثام أخضر مائل الى الاصفرار على عادة أهل الصحراء، وجلباب قطني أزرق داكن.. يقف شويعار أمام البوابة الرسمية بجماعة اربعاء الساحل لسرد الأحداث الأخيرة، طبعا من وجهة نظره الشخصية لمرافقه الذي استعمل هاتفه الذكي لتصوير مقطع فيديو، سرعان ما انتشر على صفحات النشطاء الصحراويين على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان واحد وموحد: “الاعتداء على الرعاة الصحراويين الرحل وسرقة ماشيتهم من طرف بلطجية امازيغ محمية من طرف المحتل المغربي”.. داخل الفيديو يتحدث الرجل بصوت خفيض لا يعكس حقيقة الراعي، الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، لدرجة أن اسمه يطغى على عشرات الرعاة الرحل، الذين يتوافدون على اقليم تيزنيت كل سنة بحثا عن الكلأ لقطعانهم سواء من الأقاليم الصحراوية أو درعة وتافيلالت أو الاطلس.. ولم يسبق ان اندلعت أي احتكاكات بينهم وبين السكان المحليين طيلة سنوات..

شويعار: إذا لم يجد المخزن أي حل معي لن أتحرك من هنا

 تعليقا على أحداث يوم الأربعاء 6 مارس بجماعة أربعاء الساحل، قال حسن شويعار: تعرضنا بالأمس لهجوم من طرف عصابات جاءت عند الكسيبة واعتدت على الماشية وطردت “السراح” ولم يتسنى لي رؤية أطفالي الصغار المرضى الا في العاشرة ليلا ولم أعرف سببا لذلك.. في الأمس في العاشرة ليلا جاء “شلوحا” واعتدوا على “الكسيبة” وأنا غير حاضر حينذاك عند القطيع، ولما جئت في اليوم الموالي وجدت “شلوحا” سرقوا الماشية وساقوها على مسافة 10 كيلومتر واعتدوا عليها ووجدتها ناقصة ب 60 الى 80 رأس منها ثلاث أكباش كما أذكر، وبعض النعاج مرفوقات بصغارهن وادخلوا القطيع الى الجماعة واغلقوا عليها الباب منذ يوم الأمس في العاشرة صباحا لم تأكل شيء ولم تشرب شيء.. الى اليوم حيث استرجعنا الماشية بحضور السلطة والدرك وأحصيناها.. لقد أخدوا منها الكثير النعاج الولودات وخرفان صغار.. المخزن لم يقبض على المتهمين وطلبوا مني تسجيل شكاية.. اذا لم يجد المخزن أي حل معي لن أتحرك من هنا، قبل أن أحصل على حقوقي.. الكسيبة لم يجدوها في الزرع ولا في “أكناري” فقط أحسوا بالشبع واقتادوا القطيع من الكدية الى أن أدخلوها مقر الجماعة..

عندما يتحدى الرحل السلطات!

يرى متتبعون للشأن المحلي أن قوة الرعاة الرحل تأتي من ضعف السلطات العمومية سواء الإدارية أو الأمنية التي أتبتث فشلها الذريع في التعاطي مع مسألة الرحل، الذين فرضوا قانون الغاب على العديد من الجماعات القروية بإقليم تيزنيت بما في ذلك جماعة أربعاء الساحل التي انتفض شبابها مؤخرا للدفاع عن النفس، في ظل تقاعس السلطات إن لم نقل تواطئها مع الغزاة الجدد… وأضاف ناشط محلي أن الرحل تجاوزوا كل الأعراف والقوانين المنظمة للرعي، وباتوا لا يجدوا أدنى حرج في إتلاف الفلاحة المعيشية التي يقتات منها السكان المسالمون في الدواوير، الذين تركوا رهينة عصابات مجهزة بأجهزة الاتصال اللاسلكي ومزودة بأسلحة مختلفة ويتنقلون على متن عربات رباعية الدفع قادرة على اختراق المسالك الوعرة..

ابراهيم التزنيتي

اضف تعليق