عرفت تازروالت تاريخيا كسوق لبيع العبيد، وكان سوق العبيد يقام تحت شجرة أركان.. الشجرة العملاقة الوارفة الظلال، تتواجد قبالة مبنى جماعة سيدي احمد اوموسى ، وقد عمرت لمئات السنين وتحمل معها تاريخا غنيا وزاخرا بالأحداث.. بعد تهميش طويل، انتبهت الجماعة القروية الى أهمية الشجرة، وضمتها الى حديقة خضراء منسقة تم إحداثها مؤخرا، وان كان ينقص وضع لوحة تعريفية تسمح للزوار بالتعرف على تاريخ شجرة الأركان، المسماة بالامازيغية ” تاركانت ن ايسمكان” أي “أركان العبيد”، ولا يزال مثل أمازيغي يروج في سوس الى اليوم :”isyi tsguit r dou ouargan”، ويمكن ترجمته الى العربية حرفيا “هل اشتريتني تحت أركان؟ بمعنى هل أنا عبد؟
وحسب باسكون والناجي في دراستهما، فإن شيخ ايليغ الحسين أوهاشم وزعيم آل بيروك في واد نون كانا من أكبر تجار العبيد في الجنوب الغربي المغربي.. وتروي المراجع التاريخية أن شيخ ايليغ كان يقيم في قصر جميل وفاخر، تحرسه أزيد من مائتين من الفرسان السود، ومن العبيد كذلك.. وقد كان شيخ ايليغ يبيع العبيد للسلطان العلوي بواسطة مبعوثيه، حيث تتم عملية البيع تحت شجرة أركان معروفة، وكان العبد الواحد يساوي قدره من الملح، حيث يعتلي العبد لوحة من الملح ويتم قطع آثار قدميه ليعطى له كثمن، احتقارا لموقعه الاجتماعي..
الى جانب شجرة العبيد، توجد شجرة أركان أخرى لا تقل أهمية في موسم تازروالت، الشجرة تقع في المقبرة المجاورة لضريح سيدي احمد اموسى، وهي مزار للنساء الراغبات في الزواج وللفتيات التي تأخرن في الزواج، حيث يتوافدن لزيارة الشجرة المباركة من أجل التبرك والتضرع الى الله لتلبية مطلبهن في الزواج وتحقيق أمنيتهن في العثور على فارس أحلام طال انتظاره..
اضف تعليق