احتضنت عمالة سيدي افني يوم الخميس 25 يناير الجاري لقاءا تحسيسيا للفلاحين والتعاونيات حول مخاطر الحشرة القرمزية، التي تصيب أشجار الصبار.. وخلال اللقاء، المنظم من طرف مركز الاستشارة الفلاحة والمديرية الاقليمية لوزارة الفلاحة، تم الكشف عن الاجراءات المتخذة لمحاربة الحشرة القرمزية، ومنها إصدار نشرات تقنية تبين أعراض الإصابة واصدار قرارات عاملية حول اجبارية محاربة الحشرة القرمزية وتطبيق تدابير الحجر الزراعي، لاسيما في الأقاليم الغير المصابة: سيدي افني، كلميم، أسا الزاك.. ومناطق الشمال… وكشف خبراء المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية عن مضامين البرنامج الاستعجالي، الذي أعدته وزارة الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات بتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، ويمتد البرنامج على مدى سنة واحدة بغلاف مالي قدره 417 الف دولار امريكي، ويستهدف الحد من انتشار آفة الحشرة القرمزية والقضاء عليها، من خلال القيام بجولات استكشافية واستطلاعية وتنظيم حملات الارشاد والاستشارة الفلاحية وتعزيز برامج المراقبة.. أما طرق معالجة المناطق المتضررة فتتمثل في المعالجة الكيماوية حيث تم الترخيص باستعمال مبيدات فعالة، وقلع وردم الصبار الاكثر تضررا، بالإضافة الى امكانية استعمال المكافحة البيولوجية باستخدام كوكسنيل مفترسة لإقتناص الحشرة القرمزية..
وعن نتائج مجهودات الوزارة الوصية في هذا المجال، أكد المنظمون أن المرحلة الأولى من عملية معالجة المناطق المتضررة سمحت بمعالجة مليون و763 الف متر طولي من أشجار الصبار، علما ان الهكتار الواحد من الصبار يعادل 2500 متر طولي.. قبل أن يتم تفويض عمليات قلع وتدمير الصبار المصاب الى الشركات منذ اكتوبر 2016
وفي مجال تطوير البحث العلمي تم إطلاق تجربة ميدانية لتحديد أصناف الصبار المقاوم للحشرة القرمزية في تامدا بإقليم سيدي بنور، على مساحة هكتار واحد منذ غشت 2016 زيادة على انشاء مشتل في خميس الزمامرة باعتبارها المنطقة الأكثر موبوءة بالآفة.. وسمحت هذه الأبحاث بتحديد ثمانية أصناف للصبار مقاومة للحشرة القرمزية من أصل 250 صنف من الصبار، وسيتم توزيع شتلات الأنواع المقاومة للحشرة على الفلاحين ابتداءا من يوليوز 2018 ..
وتجدر الإشارة أن الحشرة القرمزية Cochenille du cactus ظهرت في منطقة دكالة في العام 2014 وهي حشرة عدوانية تنتقل بفعل الرياح وصوف الأغنام والتبن وصناديق التلفيف من المناطق المتضررة الى المناطق السليمة، حيث انتشرت هذه الآفة بشكل سريع وصارت منتشرة في: سيدي بنور (حيث ظهرت أول مرة)، سطات، بوسكورة، الفضالات.. بجهة الدارالبيضاء، وفي جهة مراكش تنتشر الحشرة في عدة مناطق: الرحامنة، الحوز، قلعة السراغنة، مراكش، اليوسفية، آسفي، الصويرة.. كما وصلت الحشرة الى كل من جهة بني ملال ازيلال ولم تسلم منها حتى جهة الشرق حيث ضربت الآفة منطقة تاوريرت.. وفي جهة سوس ظهرت بؤرة صغيرة في بلفاع بإقليم اشتوكة ايت باها في موقع قريب من سوق للبهائم، مما يرجح أنها تنقلت عبر المواشي.. في حين لم تسجل أي حالات في بقية الأقاليم ومنها اقليم سيدي افني، الذي يضم 50 الف هكتار من زراعة الصبار ويحقق رقم قياسي من الانتاج كل سنة…
اضف تعليق