في الضفة الأخرى من الطريق يعتصم أساتذة سد الخصاص ، فبعد تنكر المسؤولين لجهودهم ، ومنهم من قضى سنتين مضحيا التضحيات الجسام دون تلقي أي مقابل لغاية كتابة هذه السطور ، متنقلا بين فرعيات إقليم الصويرة الشاسع الفارغة سادا الخصاص المهول للموارد البشرية التعليمية بها ، وبعد اشتغالهم موسما دراسيا كاملا ناهضين باختصاصات الأساتذة الرسميين ، مشتغلين وفق الغلاف الزمني الرسمي المخصص لهم ، وجدوا جميلهم يذهب سدى متنكرا له من قبل المسؤولين ، مسؤولون لا يعبأون إلا بالأوراق ، أوراق يصرون على ملئها وفق هواهم وتبعا لحساباتهم الضيقة التي لا تعير لآدمية وكرامة الإنسان أي اعتبار . في ظل هذه الظروف ، لم يجد واحد وثلاثون معطلا اشتغلوا خلال الموسمين السابقين في مهمة أطلقت عليها الوزارة سد الخصاص ليجدوا أنفسهم هذا الموسم في الشارع .لم يجدوا أمامهم إلا الاحتجاج .
فغير آبهين بقساوة برد موسم مبكر الإمطار ، مفترشين الأرض ، ملتحفين السماء ، ورغم بدء ظهور أعراض مختلفة عليهم عجلت بنقل السيد صابر أبو الفضل يوم الاثنين الماضي إلى المستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبدالله بالصويرة إثر إصابته بانهيار عصبي ، يستمر أساتذة سد الخصاص بالصويرة في التضحية بآخر، أغلى وأعز ما يملكون حياتهم وأرواحهم ، يواصلون اعتصاما مفتوحا أمام النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية حتى تلبية مطالبهم ، اعتصام دشنوه منذ التاسع من أكتوبر الماضي يستمرون من خلاله في إفناء زهرة شباب لهم امتصت العطالة أريجها فقط لإسماع صوتهم للمسؤولين ، مسؤولون يصمون آذانهم إلا عن أصواتهم التي تمجد كل شيء في هذا البلد مهما ساء..
اضف تعليق