
وقد هنأ السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة سوس ماسة درعة في كلمته أثناء افتتاح هذه الدورة التكوينية جميع الفاعلين والشركاء الحاضرين على اختيار المرصد الجهوي للعنف بالوسط المدرسي بالجهة مرجعا وطنيا من طرف المصالح المركزية للوزارة، معتبرا هذا التشريف الوطني تكليف في نفس الوقت لمواصلة الجهود الجماعية و التشاركية من أجل إرساء ثقافة مناهضة العنف بكل أشكاله و أنواعه، في أفق خلق وسط مدرسي بدون عنف، مؤكدا بأن هذه المقاصد ستتحقق عبر إجراء تشخيصات وتعزيز تدابير المصاحبة والمعالجة الميدانية، وتكييف عدة الحراسة والأمن والسلامة حسب طبيعة العنف، بالإضافة إلى إرساء نظام تدخلي ناجع بجميع المؤسسات التعليمية، لترسيخ ثقافة الحماية والتوقع لتلافي حدوث العنف من خلال تكثيف عمليات التحسيس والتعبئة لفائدة الفاعلين التربويين والاجتماعيين المعنيين حول العنف ومخاطره وآثاره السلبية، وتمتين التواصل بين الأسرة والمدرسة، وتعزيز ثقافة التعاون والشراكة بين المؤسسات التعليمية ومحيطها، وخلق الوعي الجماعي بأهمية حقوق الإنسان بصفة عامة وباتفاقية حقوق الطفل بصفة خاصة. كما أشار السيد رئيس اللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان بأن اتفاقية التعاون والشراكة المبرمة مابين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة سوس ماسة درعة واللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان والتي يندرج تنظيم هذه الدورة التكوينية في إطارها هي تعبير عن الوعي الذي يتقاسمه الطرفان وعن الإرادة الجماعية والمشتركة لمواصلة البحث عن مقاربة اجتماعية وثقافية وبيداغوجية تتجاوز في غاياتها وأبعادها ما هو ظرفي ومؤقت إلى ماهو إنساني وأخلاقي، والحضاري المناسب للنهوض بثقافة حقوق الإنسان والتأثير الإيجابي على العقليات والسلوكات والممارسات ضمن تصور يمنحها الإنسجام والتكامل والإستدامة ويوفر لها شروط الإبداع والتكيف مع الحاجيات المتجددة لكي تنعكس إيجابا على الحياة اليومية للمواطنات والمواطنين وتعزز البناء الديمقراطي ببلادنا. وقد ذكرت الخبيرة الدولية الأستاذة سميشة رياحة في كلمتها باسم رئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان ببعض الأهداف الرئيسية للمعهد والمتمثلة أساسا في تعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية والسلم والتنمية عبر نشر ثقافة حقوق الإنسان والتعريف بالآليات الدولية لحمايتها وتطوير مهارات المنظمات غير الحكومية وتعزيز قدرات المنظمات المؤسسية والبشرية وتشجيع إقامة شبكات معلومات وتعاون في مختلف البلدان العربية وتشجيع الحوار والتشاور بين المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية لخلق مناخ سياسي ملائم لنشر ثقافة حقوق الإنسان، كما أكدت استعداد المعهد العربي لحقوق الإنسان على دعم المبادرة الرائدة للأكاديمية والمجهودات المشتركة للأكاديمية واللجنة الجهوية للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان لأكادير وشركائهما في مجال مناهضة العنف بالوسط المدرسي وترسيخ التربية على حقوق الإنسان بالمؤسسات التعليمية … وقد تمحورت أشغال هذه الدورة التكوينية حول تحديد معنى التخطيط الاستراتيجي والهدف منه وأهميته في مجال التربية والتكوين ومراحل إعداده، ومن بين النتائج الأساسية لهذه الدورة التكوينية بلورة ملامح ومحاور المخطط الاستراتيجي من خلال صياغة رؤية ورسالة المرصد الجهوي للعنف بالوسط المدرسي وتحليل السياقات الداخلية والخارجية وتحديدمواطن القوة والضعف والفرص المتاحة والتهديدات وتحليل شجرة المشاكل وشجرة الأهداف المتعلقة بالعنف داخل المؤسسات التعليمية ومجالات تدخل مختلف الفاعلين والشركاء التي ستشكل قاعدة والتزامات اتفاقية الشراكة التي ستبرم لاحقا بين مختلف الشركاء والمتدخلين في المرصد الجهوي للعنف بالوسط المدرسي.
اضف تعليق