في هذا الحوار، يتحدث محمد الخطابي الأمين الجهوي للنقابة المغربية للمهن الموسيقية فرع الجهة الجنوبية، عن واقع حال القطاع الفني، ومآل عملية تسليم بطاقة الفنان، وتقييم الدورة الثامنة لمهرجان “تيميتار” بأكادير.. كما يعرج الخطابي على التحضيرات لتنظيم جائزة الحاج بلعيد للأغنية الامازيغية بتزنيت يومي 28 و 29 يوليوز 2011.. بالإضافة إلى أشياء أخرى تجدونها في الحوار التالي..
أين وصلت عملية الاستفادة من بطاقة الفنان بالنسبة لفناني الجنوب؟
بطاقة الفنان لا تربطها علاقة مباشرة بالنقابة، لأن الجهة الوصية هي وزارة الثقافة. وهناك لجنة وطنية تسهر على دراسة
ملفات المترشحين للحصول على بطاقة الفنان.. في هده السنة استفاد عدد كبير من الفنانين الامازيغ الذين تقدموا بطلبات الاستفادة من بطاقة الفنان، لأنهم يتوفرون على الشروط القانونية المنصوص عليها في المرسوم المتعلق بتسليم بطاقة الفنانمنهم أسماء معروفة مثل الرايس بلمودن الحسين الباز، محمد اجديك، مينة تيويريت…. علما أن أسماء أخرى استفادت سابقا مثل فاطمة تبعمرانت، التي كانت من الفنانين الأوائل المستفيدين من بطاقة الفنان.
الحصيلة مهمة جدا لأن بطاقة الفنان تخضع لقانون تنظيمي وتعطى لمن طلبها، أما الدين لم يتقدموا بطلباتهم فلم يستفيدوا ونفس الشيء بالنسبة للذين تقدموا بملفات غير كاملة. فالبطاقة تمنح لجميع الفانين الدين يتوفرون على ملف متكامل، يشمل الملف المهني من عقود عمل وأشرطة وشواهد المشاركة في المهرجانات الاحترافية..
المكسب في هده السنة هو أن جميع الفنانين، الدين تقدموا بطلباتهم استفادوا.. لا أتوفر على عدد دقيق بالنسبة للمستفيدين سأكتفي بالإشارة أن عدد المستفيدن كبير، يضم الفنانين ورواد رقصات احواش والتراث الحساني أما لائحة المستفيدين، فهي رهن إشارة الجميع في موقع وزارة الثقافة على شبكة الانترنيت..
ماهو تقييمكم للدورة الثامنة من مهرجان تيميتار باكادير، وكيف تنظرون إلى أجور الفنانين الامازيغ مقارنة بالفنانين الأجانب؟
مهرجان تيمتار نظم هده السنة قبل موعده بأسبوع بسبب اقتراب موعد حلول شهر رمضان.. بالنسبة لمشاركة الفنانين الامازيغ، فهي مشاركة مهمة تميزت بحضور بعض الألوان الموسيقية مثل الروايس، احواش، المجموعات..
فيما يخص الأجور ومقارنة بالسنوات الماضية، وبعد اطلاعنا على عقود المبرمة مع الفنانين، وجدنا ارتفاع في مستوى الأجور، وهناك تحسن ملموس في الأجر.. وهناك جوانب أخرى يجب الإشارة إليها، مثلا نحن ننتظر من منظمي مهرجان “تيمتار” أن يمنحوا حيزا مهما لفن الروايس، باعتبار هدا اللون يشكل صلب الخصوصية الفنية لمنطقة سوس، حيث لاحظنا أن دورة هده السنة، اكتفى المنظمون باستدعاء فاطمة تبعمرانت والرايس حسن ارسموك… وبالتالي هناك نقص كبير فيما يخص الحصة المخصصة لفن الروايس.. وينطبق نفس الشيء بالنسبة لمهرجان موازين، حيث سجل غياب فن الروايس.. نحن نطالب بالرفع من عدد الروايس في المهرجان، لأن اللون الموسيقي له جماهير عريضة في مختلفة مناطق المغرب خصوصا أن فن الروايس يشكل العمود الفقري للأغنية الامازيغية بسوس..
هل تعتبر أن مهرجان تيميتار يمنح الحيز الكافي للأغنية الامازيغية خصوصا أن شعار المهرجان هو “فنانون امازيغ يستقبلون موسيقى العالم”؟
من خلال نسبة مشاركة الأغنية الامازيغية ضمن فقرات المهرجان، فهي نسبة مشاركة تشكل نسبة 60 بالمائة مقارنة بعدد الفرق.. أنا ألاحظ غياب توازن في تمثيل الألوان الموسيقية أما نسبة المشاركة فهي مهمة وهذا شيء ايجابي..
بعض الفنانين الامازيغ المشاركين في مهرجان تيمتار لم يستفيدوا من الإقامة في الفنادق المصنفة مثل بقية الفنانين لماذا؟
هذا مشكل يتحمل مسؤوليته المنظمون، لأن الفنانين المشاركين في مهرجان تيميتار وقعوا عقود تنص على تكفل اللجنة التنظيمية بتوفير الإقامة في الفنادق والتغذية.. لكن مع الأسف في آخر لحظة تفاجئ بعض المشاركين، بأن الفنادق غير محجوزة للفرق الموسيقية.. وللتغطية على عدم توفير الإقامة والتغذية لبعض الفنانين منح المنظمون مبلغ 2000 درهم لكل فرقة.. في حين تمسك بعض الفنانين بحقهم في الاستفادة من الإقامة في الفندق مثل الفنانة فاطمة تبعمرانت ..ونتمنى أن لا يتكرر هذا المشكل خلال الدورات القادمة..
أين وصلت الاستعدادات لتنظيم الدورة التاسعة من جائزة الحاج بلعيد للأغنية الامازيغية بتزنيت؟
مند تسع سنوات والنقابة المغربية للمهن الموسيقية تنظم جائز الحاج بلعيد للأغنية الامازيغية.. رغم وصول الجائزة إلى مستوى كبير من النضج والاحترافية، فإن ذلك ذلك لم يشفع لها للحصول على ما يكفي من الدعم.. وعلى بعد شهر من موعد الجائزة لم نتوصل بأي شيء من الدعم المادي، لازلنا ننتظر أن تتحرك المؤسسات والمجالس، كي تفرج عن أموال الدعم، كي نستطيع تنظيم جائزة الحاج بلعيد.. ولكننا سنعتمد على إرادتنا وتضحياتنا وعزمنا على استمرار التظاهرة، المزمع تنظيمها يومي 28 و 29 يوليوز 2011.. وستمنح جائزة هده السنة للفنان الحسين الباز اعترافا بمكانته وعطائه في الساحة الفنية الامازيغية.. وستتضمن فقرات جائزة الحاد بلعيد عدة فقرات ضمن البرنامج ونحن قلصنا من عدد أيام الجائزة بسبب قلة الدعم المادي ونقص الدعم من جانب الجهات المانحة.. خصوصا أن جهة سوس ماسة درعة لم تقدم أي دعم لجائزة الحاج بلعيد.. ولازلنا ننتظر جواب المعهد الملكي للثقافة الامازيغية والمجلس الإقليمي لتزنيت وهدا الدعم غير كاف لتغطية جميع نفقات الجائزة.. التي نتطلع لتطويرها مستقبلا..
هل سيتم تنظيم مسابقة المواهب خلال دورة هذه السنة؟
نظرا لتغيير موعد تنظيم جائزة الحاج بلعيد، قررنا تأجيل مسابقة المواهب الصاعدة إلى السنة المقبلة.. ويمكن أن تتأسس جمعية ستقتصر مهمتها في تنظيم الجائزة… وستتضمن فقرات المهرجان خلال السنة المقبلة أنشطة موازية منها مسابقة المواهب في الأغنية الامازيغية.. نتمنى أن تحظى الجائزة بدعم المجلس البلدي لتزنيت في أفق توقيع اتفاقية شراكة بين الجمعية والبلدية، من شانها ضمان دعم مالي للمهرجان..
يعرف المشهد الفني فوضى وتسيب كبير في غياب تقنين وتنظيم للمهنة، كيف تنظر النقابة الى هذا المشكل؟
لا اتفق أن مهنة الفنان غير مقننة، فمند صدور قانون الفنان سنة 2003 وبعد إصدار مراسمه التطبيقية منها مرسوم المتعلق ببطاقة الفنان.. كل هده الاجراءات جاءت من اجل تنظيم وتطوير القطاع الفني ببلادنا وساهمت في محاربة التسيب والارتجالية في الفن.. نحن نطالب بتقنين ممارسة المهن الفنية ودلك تطبيق مقتضيات قانون الفنان وقانون حقوق المؤلف والحقوق المجاورة من اجل محاربة ظاهرة القرصنة التي تهدد مستقبل المجال الفني وهي آفة تسببت في توقيف عدد كبير من المبدعين عن إنتاج وتوقف مؤسسات الإنتاج مما اضطر الفنان إلى الالتجاء إلى الإنتاج الذاتي لأعماله الفنية، أمام رفض المنتجين صرف ميزانيات على أعمال فنية ستتعرض حتما للقرصنة بعد طرحها في الأسواق .. ونلتمس من الدوائر المسؤولة محاربة ظاهرة قرصنة المصنفات الفنية بجميع أنواعها وندعو إلى تشجيع المهرجانات لأنها توفر فرص شغل للفنانين، لكن ينبغي منظمي المهرجانات احترام المعايير الموضوعية للتنظيم، لان عدد كبير من الجمعيات صارت متخصصة في مهرجانات لا تحمل من صفات المهرجان سوى الاسم، حيث يمنحون مبالغ تافهة للفنانين لا تكفي حتى لأداء أتعاب التنقل… كما ينبغي توسيع سوق الشغل بالنسبة للفنانين من خلال إحداث فضاءات لإحياء السهرات الفنية، وتشجيع شركات للانتاج الفني التي تساهم في التنشيط الفني طيلة السنة.. مما يسمح الفنان على برنامج عمل سنوي .. لأن قلة عدد المهرجانات لا يمكن أن توفر فرص شغل كافية لجميع الفنانين ببلادنا..
كيف تنظرون إلى موقع الأغنية الامازيغية في الإذاعات الخاصة وقنوات التلفزيون؟
الإذاعات الخاصة تبث أغاني امازيغية طيلة اليوم، لكنني أتساءل هل الاذاعات المذكورة تتوصل بأشرطة الأغاني لدى الفنانين أم يقومون باقتنائها من الأسواق؟ ويقومون ببثها بدون الحصول على إذن من الفنان.. وهناك سؤال آخر حول أداء الإذاعات الخاصة حقوق بث الأغاني إلى الفانين، فإذا دفعت الإذاعة حقوق المؤلف، فهدا يرتبط بحق الملكية الأدبية والفكرية.. فالإذاعة الخاصة عبارة عن شركة تبيع منتوجا معينا، لهدا لابد من استفادة الفنان ماديا.. ولايمكن للاداعة أن تبث أغنية معينة دون أن تشتري حقوق بثها لدى الفنان.. وسيأتي الوقت لمناقشة هذه القضية بشكل عميق ..
بالنسبة للاداعة الوطنية، فهي تنشر إعلان في بداية كل سنة حول شراء الأغاني، لكن أغلبية الفنانين غير واعين بهده المسألة.. ونتساءل هل اللجنة المكلفة بالبث في اختيار الأغاني تضم ممثلين عن جميع ألوان الأغنية المغربية، وهناك تغييب لممثل عن الأغنية الامازيغية في اللجنة. كيف يعقل أن عدد كبير من الفنانين الامازيغ رشحوا أغاني للحصول على الدعم مع الأسف تم إقصاء ملفاتهم، وقد احتجت النقابة المغربية للمهن الموسيقية على هذا الأمر، وأصدرت بيانا في الموضوع.. كما رسلنا وزارة الثقافة في هذا الشأن ولا زلنا ننتظر جواب الوزارة.. من اجل مراجعة تركيبة اللجنة المكلفة بدعم الأغنية المغربية ..
ما يبث في قناة “تمزيغت” يعطي اشعاع كبير للأغنية الامازيغية أما باقي القنوات التلفزية فلا تعطي أي اهتمام للأغنية الامازيغية.. ونحن نطالب باحترام حق الأغنية الامازيغية في جميع التلفزات العمومية، لأن هدا حق ينص عليه دفتر التحملات الذي أقرته الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، علما أن المواطنين يدفعون ضرائب شهرية للاستفادة من خدمات قنوات التلفزيون …
كلمة أخيرة
شكرا لجريدة “أخبار الجنوب” لمتابعتها لأنشطة النقابة المغربية للمهن الموسيقية، فالإعلام يلعب دورا مهما في تشجيع الفن والتعريف بالفنان.. الإعلام عنصر مساعد على تطوير الإنتاج الفني.. لأنه يمنح فرصة للفنانين الشباب لصقل مواهبهم والتعبير عن طموحاتهم وآمالهم ..
اضف تعليق