حوار مع رئيس جامعة ابن زهر بأكادير

يتحدث الدكتور عمر حلي رئيس جامعة ابن زهر بأكادير عن مستجدات الدخول الجامعي الجديد، وما تواجهه المؤسسات الجامعية من عراقيل تحد من جودة التكوين، وفي مقدمتها معضلة الاكتظاظ حيث تعرف جامعة اكادير توافد عدد كبير من الطلبة، يفدون من أربع جهات و17 إقليما…

في البداية نريد أن تقدموا لنا نبذة تعريفية عن جامعة ابن زهر باكادير؟

أريد أن اشكر اهتمامكم بالشأن الجامعي والدور الطلائعي والتنموي، الذي تقوم به الجامعة. تأسست جامعة ابن زهر بعد أن كانت هناك مؤسسات تابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش. وبعد دلك أنشئت جامعة مستقلة لتلبية الطلب المتزايد على التعليم العالي بالجهات الجنوبية. جامعة ابن زهر تغطي 52 بالمائة من التراب الوطني، أربع جهات من المملكة هي: سوس ماسة درعة، كلميم السمارة العيون بوجدور الساقية الحمراء، واد الذهب الكويرة … فيها تنوع بشري وغنى ثقافي. تتوفر على ست مؤسسات باكادير هي كلية الآداب وكلية العلوم وكلية العلوم القانونية والاجتماعية والاقتصادية وثلاث مدارس: المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية والمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير والمدرسة العليا للتكنولوجيا.. أيضا رئاسة الجامعة كمؤسسة ومركب رياضي ثقافي.. هناك حي جامعي يتسع لطاقة 2100 سرير وملحق للحي الجامعي وداران للطالبات، الأول تأسس من طرف مؤسسة محمد الخامس التضامن والثاني من طرف جهة سوس ماسة درعة، وقد افتتح هده السنة حي جامعي خاص من طرف مؤسسة ميلود الشعبي للأعمال الاجتماعية ..
وفي وارزازت توجد الكلية المتعددة التخصصات ونفس الشيء بتارودانت. وهده السنة أضيفت لبنة أخرى هي المدرسة العليا للتكنولوجيا بكلميم، وقد شرعنا في بناء مدرسة أخرى بمدينة العيون.. بالنسبة لعدد المسجلين، فقد بلغ هده السنة حوالي 54 ألف طالب.. تتوفر جامعة ابن زهر على إمكانيات مادية هامة، لكن تعرف اكراهات ناجمة عن التدفق الكبير للطلبة، وكدا ارتفاع عدد الحاصلين على الباكالوريا خلال هده السنة. لكننا نحاول خلق توازن وتلبية الطلبات المتزايدة على التعليم الجامعي ….

ما هو التقييم الأولي للدخول الجامعي  لهده السنة؟

هده السنة قمنا بعدة اجراءات لضبط التدفقات، ليس من اجل أن نحرم أي من الطلبة، خاصة من حاملي الباكالوريا الجديدة من التسجيل ولكن فقط للمعرفة الدقيقة لما يجري داخل الجامعة. لقد قمنا باعتماد عملية التسجيل القبلي عبر الانترنيت، حيث سجلنا من خلالها ما يزيد عن 25 ألف طالب… تعرفون أن الجهات الأربع الجنوبية أعطتنا ما يزيد عن 27 ألف حاصل على الباكالوريا هدا العام، من ضمن عدد المسجلين في التسجيل القبلي وصل إلى جامعة ابن زهر 16500 طالب جديد… موزعة على الكليات.. رغم بعض المشاكل مثل الاكتظاظ الواقع في بداية الموسم الجامعي، فبعد الجامعة يجعل الطالب مرفوقا بأفراد عائلته… فعندما نسجل 10 ألف طالب يكون عدد الحاضرين في الجامعة يناهز 50 ألف زائر.. وهدا ما لا يفهمه بعض الإخوان خارج الجامعة، الدين لا يتحدثون سوى عن الضغط والاكتظاظ …
استطعنا بفضل إمكانياتنا ضبط عدد المسجلين بالدقيقة، وكنا نعرف بشكل سريع عدد الطلبة المسجلين في الكليات خصوصا باكادير، ومكننا دلك من إعادة توزيع مجموعة من الطلبة نحو تارودانت.. ففي هده السنة وصل عدد المسجلين في كلية تارودانت حوالي 2000 طالب، مما يساعد في الرفع من طاقتها مستقبلا حيث ستستقبل السنة المقبلة 3500 طالب وستساهم تدريجيا في خلق التوازن بين المؤسسات الجامعية.. ورغم دلك لا يمكن أن “نخفي الشمس بالغربال” كما في المثل المغربي، هناك ضغط كبير على الكليات باكادير منها بالترتيب كلية العلوم الاقتصادية والاجتماعية والقانونية، وهي مؤسسة بدلت مجهود كبير لتنويع التكوينات، التي تقترحها ولكن ظل مسلكا القانون والاقتصاد هما اكبر مستقطب للطلبة بالكلية، حيث يستقطب عددا “مهولا” من الطلاب.. وهي مؤسسة كبرى بالمغرب تضم 11 مدرج و80 مكتب للأساتذة و44 قاعة درس وفضاء متميز.. لكن هناك ضغط كبير على هده المؤسسة يجب أن نفكر فيه… كلية العلوم أيضا لها إمكانيات واضحة وقدرات تأطيرية ولكن كان لها نقص في الفضاء، لدلك أضفنا إليها خلال الدخول الحالي 24 قاعة قابلة للاستعمال، ونحن بصدد استكمال بناء مدرج جديد بها ستنتهي أشغال بنائه في 30 نونبر القادم.. وسنضيف إليه مدرج آخر قريبا… لأن هده المؤسسة أصبح عليها ضغط كبير مؤخرا، خصوصا في بعض الشعب.. ونحن بصدد إضافة قاعات إلى كليات الآداب..
هدا فيما يخص البنيات أما الاكتظاظ كنظرية كبرى فلا يجب أن يخفي عجزنا وقدرتنا التدبيرية، لأننا إدا قمنا بتحليل الاكتظاظ، فهو لا يهم كل الشعب في كلية العلوم الإنسانية مثلا بل يهم شعبة الانجليزية وشعبة الاجتماع والجغرافيا ثم التاريخ لكن هناك شعب لا تعرف أي اكتظاظ مثل الاسبانية والامازيغية ونسبيا اللغة العربية بالإضافة إلى الإجازات المهنية.. بفضل المجهود الكبير، الذي تقوم به الهيئة التربوية، خلقنا تكوينات جديدة، فهناك التحرير الصحفي والتنشيط الثقافي باللغة العربية والفرنسية وتكوينات في مجال الهجرة وماستر متخصص في التاريخ والتراث والتمنية.. هناك تنويع للتكوينات، وفي نفس الوقت يحب أن ننكب على المسالك التي تطرح مشكلا.. لأن تسجيل 1100 طالب في شعبة الانجليزية يعتبر معضلة، لأننا لن نتمكن من تكوينهم بشكل جيد، ونفس الشيء بالنسبة الى العلوم، فشعبة الجيولوحيا لا تعرف أي اكتظاظ لكن شعبة الفيرياء وعلوم الحياة والكيمياء تعرف ضغطا كبيرا جدا يجب أن يعالج… أما بالنسبة الى كلية الحقوق، فتعرف اكتظاظا كبيرا نحن بصدد التفكير في سيناريوهات من اجل فك هدا المشكل، لأن الكلية لا تتوفر على عدد كاف من الأساتذة، حيث لا يزيد عددهم عن 73 أستاذ بالنسبة ل 18 ألف طالب، وهي نسبة تأطير ضعيفة جدا، لا يوجد نسبة اضعف منها على الصعيد الوطني… يجب أن ننكب بكل جدية على حل معضلة كلية الحقوق…
بالنسبة لكلية وارزازات تعرفون أنها تضم إجازات مهنية، فقد وصل عدد المسجلين فيها هده السنة الى 1100 طالب في مجال السينما والسمعي البصري. التكوين الأول يهم الصورة والثاني يهم تدبير الانتاجات السينمائية، كما توجد تكوينات جيدة حول الإعلاميات والسياحة وموضوع الطاقات المتجددة وحول اللغات الأجنبية.. حاولنا أن تظل هده الكلية حالة متميزة مع الرفع من أعداد الطلبة في الاتجاه نفسه، لا أن نغرقها في تدفقات قد تولد لنا المشاكل، التي تعرفها كليات اكادير.. بالنسبة لكلية تارودانت فهي تضم تكوينات مهنية واللغات الأجنبية المطبقة وتكوين حول تثمين المنتوجات المحلية والصناعة الغذائية والتدبير… نحن بصدد إعطاء انطلاقة بناء ملحقة جامعية متكاملة باكادير قرب كلية الحقوق، وقد هيئنا كل الشروط لإنجاح الوظائف التي ينتظر أن تقوم بها، وهي وظائف تكميلية، حيث ستضم أربع مدرجات، وما يصل الى 40 قاعة ومرافق إدارية وأكاديمية للغات سنقوم بإنشائها بشراكة مع جهة سوس ماسة درعة…
في كلميم افتتحنا المدرسة العليا للتكنولوجيا، التي ستساهم في الرفع من عدد الطلبة المكونين في المدارس خصوصا التقنيين من حاملي باكالوريا اثنان، كما هو الحال بالسنية للمدرسة العليا للتكنولوجيا باكادير… كما رفعت المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير عدد المسجلين ليصل الى حدود 1500 طالب… هدا مسح شامل للمؤسسات أردت من خلاله أن أقول أن التوازن والتفكير الاستراتيجي، هما الكفيلان بوضع جامعة ابن زهر في مكانها الطبيعي، أن تكون وتضمن حدا معقولا من الجودة…

هل ساهمت الكليات التي افتتحت ببعض أقاليم بالجهة في تخفيف الضغط على كليات اكادير؟

لا يجب أن تساهم المؤسسات فقط في تخفيف الضغط، بل يجب أن نخفف من الاكتظاظ مع الحفاظ على الجودة في التكوين وتقديم تكوين مناسب وملائم لانتظارات الشباب… في السنة الأولى بعد افتتاح كلية تارودانت سجلنا 600 طالب وأثيرت ضجة أنداك… لكننا اقتنعنا أن الرفع من الطاقة الاستيعابية سيتم تدريجيا… الضغط على جامعات اكادير يأتي من اكادير ادوتنان وانزكان ايت ملول بالأساس، بعد دلك تأتي تيزنيت اشتوكة ايت باها تارودانت ثم كلميم السمارة وتارودانت ووارزازات… لدينا إحصائيات دقيقة حول الطلبات وأنواع الباكالوريا وحتى الثانويات المصدرة لها.. نعرف اليوم الخريطة الحقيقية لتدفقات الطلبة، في اعتقادي كرئيس جامعة، اعتقد انه لا يجب حرمان طلبة الجنوب من تكوينات جيدة لأن قدره انه ولد بالجنوب وفي منطقة بعيدة، نقدم له تكوينا كيفما كان نوعه.. نحن الآن بصدد تأهيل فضاءات الطالب بما في دلك مقاصف الطلبة والمساجد، وجميع مرافق الطلبة… لأن الطالب هو الزبون الأول للجامعة وبالتالي يجب أن نقدم له الخدمات الأساسية، لهدا قمنا بمجهود كبير على المستوى الاجتماعي، منها رفع الطاقة الاستيعابية للحي الجامعي، الذي أضيفت له 600 سرير لأول مرة كذلك، سيتم بناء حي جامعي جديد باكادير من طرف الوزارة بطاقة تصل الى 1500 سرير والإخوان في جهة سوس ماسة درعة سيقومون بإنشاء 300 سرير جديد في دار الطالبة… سنحاول لأول مرة مضاعفة الطاقة الاستيعابية، بالإضافة الى إطلاق أشغال بناء مطعم جامعي بالحي الجامعي..
يجب أن يكون لطالب الجنوب نفس الحظوظ بالنسبة لباقي الطلبة في الجامعات المغربية، اكادير هي ثاني جامعة من حيث الاكتظاظ بعد جامعة فاس ثم مراكش فوجدة …. هناك جامعات لا تتجاوز 10 ألف طالب مثل بني ملال والجديدة والقنيطرة .. لكن جامعة اكادير تضم 54 ألف طالب أي خمس مرات ما هو موجود في جامعات أخرى.. لدلك لابد أن نتحمل مسؤولياتنا وان لا نختفي وراء شعار الاكتظاظ والمشاكل… يجب أن نستمع الى الطلاب الدين يجب أن يشاركوا في تنمية جامعاتهم هده مقاربتي، الإخوان المتواجدين في الساحة الطلابية ساعدونا على تدليل عدة صعوبات، وبالتالي لا يمكن اعتبار أي تحرك طلابي “عدواني”… لا يجب إهمال الجانب الاجتماعي للطلبة في التطبيب والدعم والرياضة.. نحن في منطقة غنية ثقافيا وبشريا، عندنا طلبة من الأقاليم الجنوبية وطلبة امازيغيين، لأن المنطقة هي منطقة امازيغية بامتياز يحب للجامعة أن تعكس هدا التنوع، لا أن يكون مصدر ازعاج بالعكس يجب أن يكون مصدر قوة في جامعة ابن زهر، وبالتالي يجب جعل الجامعة ورشا حقيقيا للتفكير، خصوصا أن الدستور الجديد يسمح لنا بدلك وواضح في هدا المجال. يجب أن تكون الجامعة فضاءا لاستنبات الأفكار الجديدة في هدا المجال…

أين وصل مشروع بناء نواة جامعية بإقليم تيزنيت؟

لم يكن هناك مشروع مدقق بما في الكلمة من معنى، كانت هناك أفكار، لازال بعضها موجودا ونحن في حوار هادئ مع بعض الإخوة حول الموضوع، ليس هناك مشروع مدقق ولكن هناك أفكار، ما زلنا نشتغل على إنضاجها مع بعض المكونات التزنيتية منهم برلمانيين وفاعلين جمعويين بالتشاور مع مجلس الجامعة والوزارة، لأن الاقتراحات موجودة وسيتم تدارسها…

لمادا ترفض  طلبات تسجيل الطلبة الموظفين؟

أولا الجامعة مفتوحة للمواطن بصفة عامة، الطلبة الموظفين، الدين يقدمون ملفاتهم ليسوا من حملة باكالوريا 2011 هناك قلة لها باكالوريا جديدة وكثرة لها باكالوريا قديمة… ومنهم فئة كبرى كانت مسجلة بالجامعة وسحبت ملفاتها عن طيب خاطر، إما أن نوازي بين نظرية الاكتظاظ كما قلنا سابقا، فالأمر لا يتعلق بعدد 300 أو 400  طلب بل يناهز العدد 5700 طلبا أي أننا في حاجة إلى كلية أخرى… جامعة ابن زهر تلبي دائما طلبات الموظفين، واغلبهم رجال تعليم، ما يؤرقنا هو أننا في قطاع واحد، ونتلقى طلبات من إخواننا، وهدا حقهم في متابعة دراستهم، ولكن يمكننا الاشتغال مع الأكاديميات، وأنا ادعوا كافة الشركاء بما في دلك النقابات الى التفكير في صيغ ملائمة للتكوين الجامعي لهؤلاء الموظفين في إطار التكوين المستمر الجامعي المتوج لشهادات وطنية، يمكن أن نحصل على صيغ حقيقية، وأنا أدعو النقابات الى التفكير في هدا الأمر، هناك صيغ ليومي السبت والأحد والعطل المدرسية والدراسة عن بعد ..