بأي لغة كان سكان الصحراء المغربية يتحدثون من قبل؟ يجيبنا عن هذا السؤال بشكل دقيق الباحث الإسباني خوليو كارو بروخا Julio_Caro_Baroja بكتابه القيّم الذي يحمل عنوان “”دراسات صحراوية”” والذي ترجمه الأستاذ أحمد صابر.. إذ يقول أن: “المؤرخون القدامى المتخصصون في الملاحة البرتغالية، نذكر من بينهم گوميز يانيش دي أزورارا يؤكدون أن أغلبية سكان وادي الذهب في القرن الخامس عشر لا يتحدثون العربية، بل كان المورسكيون في شبه الجزيرة الإيبيرية يعجزون على التواصل معهم”.. ويضيف “”فلغتهم التي كان يطلق عليها الزناگية (يقصد هنا اللغة الأمازيغية) تعتبر الأصل في إسمهم العرقي.. كما “يميزهم أيضا بجلاء عن العرب المؤرخ البرتغالي ألفيس داكا دا موستو، وهو من بين الأوربيين الأوائل الذين كتبوا وصفا لحياتهم..”” ▪ ثم يقول: “”الشيء الذي يمكننا من التوصل إلى معلومات هامة جدا قد تستعمل في مقارنة الماضي بالحاضر في أية دراسة يمكن الوقوف عليها اليوم..”” ▪ليستشهد قائلا: “”ويتحدث المؤرخون الإسبان والبرتغاليون على امتداد القرن السادس عشر عن درايتهم المباشرة بالزناگية والزناگيين..”” ▪وليعين على وجه الدقة موقعهم الجغرافي فيقول: “”الزناگيين حسب تعبير مارمول كربخال يستوطنون الجهة الغربية للمحيط الأطلسي ويمتد وجودهم إلى جهة الشرق، وذلك حتى مناجم الملح الموجودة بتيغازا، كما يصلون إلى ترامونتانا بل حتى حدود سوس ودرعة، أما في اتجاه الجنوب فكانوا يصلون الى الأراضي يطلق عليها غينيا حيث ممالك كولاتا وتومبوكتو”” ▪شهادات مماثلة مدعومة بآراء الجغرافيين والمؤرخين تؤكد بأن سكان الصحراء المغربية كانوا يتحدثون باللغة الأمازيغية المحلية بالفعل.. والتي تسمى “الزناگية”.. هذا قبل أن تطال هذه المناطق شأنها شأن مناطق مغربية كثيرة موجاتالتعريب التلقائي والممنهج.. إلى حد أن جزءا من السكان بالصحراء قد أصبحوا يعتقدون أنهم عرب بالفعل وخلقوا لذلك مئات القصص والروايات وعشرات الشجرات واخترعوا لأجل هذا الأنساب وتناويع الأصول!
المصدر:
▪كتاب “دراسات صحراوية” ل Julio Caro Baroja.. ترجمة الأستاذ أحمد صابر سنة 2019م/ الصفحة رقم 585:
اضف تعليق