تروي المصادر التاريخية أخبارا طريفة عن بعض أمراء المخزن العلوي، الذين كانوا يشغلون مناصب عمال الأقاليم في عهد المخزن الاسماعيلي ومنهم المولى زيدان بن مولي اسماعيل، الذي حكم سوس من تارودانت خلال الفترة (1707-1708)، بعد القبض على شقيقه الأمير محمد العالم..
كتب عنه جوستينار: “مولي زيدان، أمير غير محظوظ، وغالبا ما يهزم في المعارك، ترك في سوس سمعة سيئة. يدل على ذلك هذه القصة غير المنشورة التي وجدناها لدى الشريف مولي عمر في ويجان، والتي نترجمها حرفيا كما يلي:
“مولي زيدان كان غاويا، يدخن النرجيلة. لا يتبع تعاليم الدين. ذات يوم، سمع طلقات البنادق ودوي المدافع، الأمر الذي استنفره وطلب معرفة السبب. قيل له إنه نهاية رمضان. انتابه غضب وقال: لماذا لم تخبروني باكرا بدخول رمضان؟ كنت سأصوم بضعة أيام صغيرة.. خذوا حذركم في السنة المقبلة.. هذه القصة الصغيرة تفوح بسخرية لاذعة، لكن ما لا يمكن ترجمته، هي العبارة الخبيثة التي استعملها الشريف الكبير، وركز عليها.. هي صيغة تصغير الجمع: “نصوم شي يامات”… (بمعنى أنه لم يكن يصوم الشهر كله)..
وحسب المؤرخ والرحالة عبد الكبير الفاسي في كتابه “تذكرة المحسنين” في سياق حديثه عن السلطان العلوي سيدي محمد بن عبدالله، فإن مولي زيدان بن مولي إسماعيل، وكان خليفة والده بثغر آسفي، كان شريبا حتى أكسبه الشرب ألما عجز الأطباء عن معالجته، فجيئ بحكيم نصراني، فأمعن النظر فيه، فقال: “لابد من تخليه عن الشرب. فلم يجد إليه سبيلا، فأتاه بشرب الأتاي. ولم يزل يحسنه إياه حتى استغنى به عن الشرب، فعوفي بقدرة الله..
تتمة المقال في مجلتكم “زيك ماغزين”، العدد الأول، مارس 2021 ص: 07
اضف تعليق