تيزنيت: زاوية ايسكراد تحتضن موسم الفقراء الدرقاويين

على مدى أربعة أيام متتالية، تستعد الزاوية السكرادية بمنطقة ايغيرملولن التابعة لجماعة الركادة اقليم تيزنيت، لاحتضان موسم الفقراء الدرقاويين انطلاقا من عطلة نهاية الأسبوع الحالي. وهكذا سيتقاطر مريدو الطريقة الدرقاوية من مختلف مناطق سوس على زاوية ايسكراد، ابتداءا من بعد زوال يوم السبت القادم، حيث ستنطلق حلقات الوعظ والارشاد وتلاوة الأمداح النبوية والأوراد الى غاية يوم الثلاثاء القادم، حيث ينظم الحفل الختامي وفيه يختم الفقراء موسمهم بالدعاء الصالح.. ويعد موسم “ايفقيرن ادرقاويين” مناسبة تلتئم فيها الطائفة الدرقاوية في معقل أحد أقطاب التصوف، ويتعلق الامر بالشيخ أحمد بن محمد السكرادي، بهدف استعادة ما أسداه من عمل جليل، حيث تتلمذ في عهده عدد كبير من علماء سوس..

وتحرص جميع  الفعاليات في منطقة ايغيرملولن على الترحيب الحار بالضيوف الوافدين عليها من كل حدب وصوب، وعلى المشاركة التلقائية في جميع مراسيم التظاهرة، وطقوسها، وبشكل خاص في اليوم الختامي من كل محطة.

وقال مقدم زاوية ايسكراد (الطريقة الدرقاوية) أن المنظمين أنهوا جميع التحضيرات لتنظيم موسم الفقراء، الذي ينظم في سابع ذكرى المولد النبوي كل سنة ويستغرق عدة أيام، بحضور عشرات المريدين من مختلف أنحاء جزولة والاطلس الصغير، وطالب بوجمعة أصواب المجلس الجماعي والسلطة المحلية وكذا المحسنين وفعاليات المنطقة بتقديم يد الدعم والمساعدة لكي تمر التظاهرة الدينية السنوية في أحسن الظروف، كما جرت العادة بزاوية ايسكراد منذ سنوات وعقود..

يشار أن تأسيس زاوية ايسكراد يعود الى اواخر القرن العاشر الهجري،  من طرف الشيخ الصوفي سيدي حماد بن محمد السكرادي، الذي يرجع له الفضل في تأسيس العديد من الزوايا ومنها الزاوية السكرادية، التي ظلت مقصدا للمريدين للتبرك بالشيخ والحصول على الأوراد، وفق المنهج المتبع لدى الطريقة الناصرية، التي تأسست في درعة على يد الشيـخ عمرو بن أحمد الأنصاري سنة 983 هـ”،  ما جعل اسم الزاوية يرتبط باسمه..

تقهقرت وضعية الزاوية وتراجع إشعاعها، إن لم نقل وصل الى درجة الاضمحلال بعد وفاة مؤسسها الشيخ حماد السكرادي سنة 1067 ه، رغم تعويضه لبضع سنوات من طرف ابنه سيدي عيسى في نفس المنصب، لكن هذا الأخير سرعان ما ترك الزاوية ورحل عن بلدة ايسكراد متجها نحو مراكش، حيث توفي سنة 1074ه وذفن بمسجد السمارين..

 وحسب مصادر تاريخية، فقد ظلت الزاوية مغلقة عدة سنوات بعد وفاة المؤسس وهجرة نجله، وتركت لبعض النساء يستغلن مقرها لتخليد المعروف السنوي، مع ما رافق ذلك من ممارسات تمزج الشعوذة والتصوف، مثل طواف البنات العوانس حول شجرة أركان على حافة الجرف طلبا لفارس الأحلام..

استمر الوضع على هذا المنوال الى غاية تولية القائد عبد الله بن عياد الجيراري في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث عاد النشاط والحيوية الى الزاوية السكرادية، وأصبحت منضوية تحت لواء طريقة جديدة وهي الطريقة الدرقاوية، نسبة الى مؤسسها سيدي العربي الدرقاوي..

اضف تعليق