بلغت الموانئ الترفيهية الأوربية مرحلة الإشباع، ويريد المغرب استقطاب جزء من الطلب على هذا النوع من الموانئ من القارة العجوز، “فالمارينات الأروبية ممتلئة عن آخرها ولا وجود لأي مشاريع للتوسعة سواء تعلق الأمر بفرنسا أو اسبانيا أو ايطاليا.. وبشكل أقل حدة بالنسبة لمشاريع انشاء مارينات جديدة بسبب ضغط المنظمات البيئية، وهنا تظهر الفرصة السانحة للمغرب لاستقبال أصحاب مراكب النزهة من القارة الأروبية يؤكد الخبير البحري نجيب الشرفاوي..
يتوفر المغرب على ثمان مارينات، منها ثلاث كبرى تتسع لأكثر من ألف مركب وهي طنجة: 1400 مركب، السعيدية: 1350 مركب، الدار البيضاء: 1000 مركب، مارينا سمير (تطوان): 454 مركب، مارشيكا (الناظور): 350 مركب، سلا: 340 مركب، الحسيمة: 300 مركب، أكادير: 291 مركب..
رغم صغره (291 مركب)، حقق الميناء الترفيهي بأكادير نتائج جيدة وذلك بفضل تواجده في فضاء متكامل يضم مركبا فندقيا وإقامة بجانب نشاط تجاري وأماكن للتنشيط والهوايات ما ساهم في تحقيق نجاح المارينا، بالإضافة الى انفتاحها على عاصمة سوس. تعتبر مارينا أكادير، الأكثر نموا بالمغرب واستطاعت أن تستقطب زبناء مكونين بنسبة 80 في المائة من المغاربة ونسبة 20 في المائة من الأجانب، مع هيمنة مراكب شراعية من حجم أقل من 10 أمتار. وحسب مصدر من شركة “اكوا ايمو” التي تسير المارينا، فإن نسبة الملء في العام 2017 بلغت 59 في المائة..
بنيت المارينا وفق نماذج مارينات كوت دا ازور بفرنسا وكوسطا دي صول باسبانيا، ويرى المهتمون أن الأنشطة التجارية التي توفرها المارينا مقنعة خصوصا في فصل الصيف، لكن المدبرين يأملون تطوير أنشطة أخرى مثل الرياضات المائية واستقطاب زبائن من العيار الثقيل..
ويرى المهنيون أن جهود بناء مستقبل موانئ الترفيه بالمغرب تسير بخطى حثيثة، شريطة أن تساهم الجمارك بدورها. فالتفتيش الذي تباشره هذه الأخيرة في كل مرة يرسو مركب معين بالمارينا تؤدي الى فرار عدد من أصحاب المراكب.. عندما تصبح هذه التفتيشات ممنهجة يفضل أصحاب مراكب النزهة الذهاب الى جزيرة ماديرا، أو مليلية أو سبتة أو الى جزر الكناري.. اذا أراد المغرب تنمية موانئ الترفيه يجب على مصالح الجمارك ترك أوتاد المراكب، يضيف الشرفاوي. في الجهة المقابلة، عندما يصبح أرباب المراكب مقتنعين بالخدمة المقدمة لهم، ينشرون ذلك عبر ناديهم، لأنهم معروفين بكونهم جد متضامنين.. وبالتالي تصل المعلومة الى جميع أرجاء العالم.. ومن هنا تتضح أهمية اعطاء صورة ايجابية عن المارينات المغربية. في الواقع فإن المثالي هو البحث عن ضمان أمن البلاد ورصد الأنشطة المحظورة مع طمأنة أرباب المراكب. هذا يمر بالأساس عبر البيداغوجية والتواصل…
عن “لافي ايكو”
وئام مرخوض
ترجمة: ابرهيم اوزيد (بتصرف)
اضف تعليق